معركة طوفان الأقصى كاملة الشرعية… نصرالله : قوّتنا الحقيقية تكمن في الالتزام بالقضيّة

NW

استهل السيد حسن نصر الله كلمته في الاحتفال الذي يقيمه الحزب تكريماً للعناصر الذين قتلوا في المواجهات مع إسرائيل، في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت قائلاً: “لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية من الناحية الإنسانية والأخلاقية والدينية لن نجد معركة كمعركة القتال مع هؤلاء الصهاينة المحتلين لفلسطين. هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات وهي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله”.

وأضاف : “قوتنا الحقيقية قبل السلاح في هذا الايمان والبصيرة والوعي والالتزام العميق بالقضية والاستعداد العظيم للتضحية والصبر الذي لا حدود له والذي يعبر عنه عوائل الشهداء”.

وحيا نصر الله “الشعب الأسطوري والذي لا نظير له في هذا العالم لأهل غزة”، معتبر ان “اللسان والبيان يعجزان عن التعبير عن عظمة وجبروت وصمود شعب غزة وكذلك عن شعب الضفة الغربية”.

كما وجه التحية الى كل الذين “تضامنوا وساندوا ودعموا على مستوى العالم من دول عربية وإسلامية وأميركا اللاتينية ونخص بالذكر السواعد العراقية واليمنية التي دخلت الى قلب هذه المعركة المباركة”.

وقال :” معروف لكم وللعالم معاناة الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 عاما لكن أوضاع السنوات الأخيرة في فلسطين كانت قاسية جدا وخصوصا مع هذه الحكومة الحمقاء والغبية والمتوحشة. هذه الحكومة المتطرفة قامت بالتشديد على الأسرى مما جعل الوضع الإنساني سيئ جداً”.

ولفت نصر الله الى انه “منذ قرابة العشرين عاماً هناك أكثر من مليوني انسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكنا”. وقال: “كانت سياسة العدو تزداد صلافة وطغيانا وقهرا فلذلك كان لا بد من حدث كبير يهز الكيان الغاصب المستعلي وداعميه المستكبرين وخصوصا في واشنطن ولندن.

وأشار الى ان “مخاطر عديدة تتهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة”.

وتحدث عن عملية “طوفان الأقصى العظيمة والمباركة”، وقال: “كان قرارها وتنفيذها فلسطينيا مئة بالمئة وأخفاها أصحابها عن الجميع حتى عن فصائل المقاومة في غزة”.

وأكد نصر الله ان “سرية العملية المطلقة هو الذي ضمن نجاحها الباهر من خلال عامل المفاجئة”. وقال: “هذا الاخفاء لم يزعج احدا في فصائل المقاومة على الاطلاق بل أثنينا عليه جميعا وليس له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق أو حركة مقاومة في محور المقاومة. هذا الأداء من الاخوة في “حماس” ثبت الهوية الحقيقية للمعركة والأهداف وقطع الطريق على الأعداء ان يزيفوا وخصوصا عندما يتحدثون عن علاقات فصائل المقاومة الإقليمية”.

ولفت الى ان “معركة طوفان الأقصى وعدم علم أحد فيها تثبت ان هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل شعب فلسطين وقضاياه وليس لها علاقة بأي ملف إقليمي ودولي”.

وأكد نصرالله أنّ “ما حصل في طوفان الأقصى يؤكد أن إيران لا تمارس أي وصاية على الاطلاق على فصائل المقاومة وأصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة ومجاهدوها”.

وقال: “العمل الكبير والعظيم في طوفان الأقصى أدى الى حدوث زلزال على مستوى الكيان الصهيوني أمني وسياسي ونفسي ومعنوي وكانت له تداعيات وجودية واستراتيجية وستترك آثارها على حاضر ومستقبل هذا الكيان”.

واعتبر انه “مهما فعلت حكومة العدو خلال الشهر الذي مضى وخلال الأسابيع المقبلة فلن تستطيع على الاطلاق ان تغير من آثار طوفان الأقصى الاستراتيجية على هذا الكيان”، وقال: “كشفت عملية طوفان الأقصى عن الوهن والضعف في الكيان وأنها أوهن من بيت العنكبوت”.

أضاف: “سارعت الإدارة الأميركية برئيسها ووزرائها وجنرالاتها لتمسك بهذا الكيان الذي كان يهتز ويتزلزل من أجل ان يستعيد بعض وعيه ويقف على قدميه من جديد وهو لم يتمكن حتى الآن من استعادة زمام المبادرة. هذه السرعة الأميركية لاحتضان “إسرائيل” ومساندتها كشف وهن وضعف هذا الكيان”.

وتابع: “أن يأتي الجنرالات الاميركيون الى الكيان وفتح المخازن الأميركية للجيش الإسرائيلي وطلب “إسرائيل” من اليوم الأول 10 مليارات دولار. فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟. “هذه النتائج يجب أن تشرح وتبين لنعرف ان التضحيات القائمة الآن في غزة والضفة وفي كل مكان أنها تضحيات مستحقة”.

أضاف: “هذه النتائج أسست لمرحلة تاريخية جديدة لمصير دول المنطقة ولم يكن هناك خيار آخر، لذلك كان الخيار صائباً وحكيماً ومطلوباً وفي وقته الصحيح ويستحق كل هذه التضحيات”.

ورأى انه كان واضحاً من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى “ان العدو كان تائهاً وضائعاً”، لافتاً إلى أنّ العدو لم يستفد من التجارب. وقال: “أمام غزة والحادث المهول الذي تعرض له العدو يبدو ان حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الاطلاق”.

أضاف : “ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمي ونوعي، ولكن من الطبيعة نفسها. من أهم الأخطاء التي ارتكبها “الإسرائيليون” ولا يزالون هو طرح أهداف عالية لا يمكنهم أن يحققوها أو يصلوا إليه. في عام 2006 وضعوا هدفا يتمثل بسحق المقاومة في لبنان واستعادة الاسيرين من دون تفاوض وتبادل ولمدة 33 يوما لم يحققوا أهدافهم واليوم في غزة الوضع نفسه لكن مع حجم الجرائم والمجازر”.

وقال : “ما يقوم به “الإسرائيلي” هو قتل الناس في غزة فأغلب الشهداء هم من الأطفال والنساء من المدنيين ولا توجد حرمة لشيء. فالإسرائيلي يدمر أحياء بكاملها. كلنا شاهدنا بأم العين بطولات المقاومين في غزة فعندما يتقدم المقاوم ويضع العبوة على سطح الدبابة فكيف سيتعامل العدو الإسرائيلي مع مقاتلين من هذا النوع. والمشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة تقول لهؤلاء الصهاينة مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة بأنك لن تستطيع من خلال القتل والمجازر ان تصل الى أي نتيجة”.

وتابع : “اليوم شهداء غزة وأطفالها والنساء يكشفون كل هذه الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل اعلام عالمية ودولية للتغطية عن هذا الكيان”.

وأكد ان “ما يجري في غزة يعكس الطبيعة المتوحشة والهمجية للكيان الغاصب الذي زرعوه في منطقتنا”، وقال: “ما يحصل في غزة يكشف المسؤولية الأميركية المباشرة عن كل هذا القتل والنفاق الأميركي”، معلناً “ان الأميركي هو الذي يدير الحرب في غزة لذلك أتى قرار المقاومة الإسلامية في العراق بمهاجمة قواعد الاحتلال الأميركية في العراق وسوريا وهو قرار حكيم وشجاع”.

وقال : “مشاهد المجازر الآتية من قطاع غزة تقول لهؤلاء الصهاينة إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة وهزيمة العدو”.

وأعلن نصرالله ان “أميركا هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة و”اسرائيل” هي أداة. فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على غزة وترفض أي قرار لوقف اطلاق النار”.

ودعا نصرالله الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم، وقال: “واجب كلّ حرّ وشريف في هذا العالم أن يُبيّن هذه الحقائق التي تحدّثنا عنها في معركة الرأي العام والرأي العام العالمي بدأ ينقلب على هؤلاء الطغاة المجرمين الّذين يقتلون الأطفال والنساء، والرأي العام العالميّ يرى ذلك. وقال : “في العام 1948 عندما تخلّى العالم عن الشعب الفلسطينيّ قام هذا الكيان ودفع الشّعب الفلسطيني وكلّ شعوب المنطقة تداعيات وآثار قيام هذا الكيان، ولبنان من أكثر الدول التي عانت من وجود هذا الكيان الغاصب”.

وأكد أنّ “ما بعد عمليّة طوفان الأقصى ليس كما قبلها وهذا ما يحتّم على الجميع تحمّل المسؤولية”، وقال: “هناك هدفان يجب العمل عليهما هما: وقف العدوان على غزّة والهدف الثاني أن تنتصر “حماس” في غزة. انتصار غزة يعني انتصار الشعب الفلسطيني وانتصار الاسرى في فلسطين وكل فلسطين والقدس وكنيسة القيامة وشعوب المنطقة”.

ورأى أنّ “العدو يغرق في رمال غزة ولكنه يستقوي ويتهدد الشعب اللبناني بدماء الأطفال والنساء في غزة والمساجد والكنائس فيها”، داعيا العرب إلى “العمل من أجل وقف العدوان على غزة إذ لا يكفي التنديد بل جب قطع العلاقات وسحب السفراء”.

وقال : “للأسف كان الخطاب في السابق اقطعوا النفط عن أميركا واليوم نطلب بوقف التصدير إلى “إسرائيل”!”. وسأل: “أليس فيكم بعض القوة حتى تفتحوا معبر رفح؟”.

وقال : “على الرغم من كل التهديدات، قام الشعب اليمنيّ بمبادرات عدّة وأرسل صواريخه ومسيّراته حتّى لو أسقطوها لكن في نهاية المطاف ستصلُ هذه الصواريخ والمسيرات الى إيلات وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية في جنوب فلسطين”.

اخترنا لك