بقلم عماد موسى
رَفَدَ الأستاذ علي حجازي الجبهة الجنوبية بفصيل الرعب المشكّل حديثاً من أشبال «البعث» بهدف المشاركة في «طوفان الأقصى». انتشر الأشبال على طول 71 كيلومتراً مزوّدين بأحدث الأسلحة الصاروخية ومعدّات الرصد إضافة إلى الخبرة القتالية العالية، ما يعني أن هذه المشاركة لن تكون قطعاً رمزية، بل يتوقّع الخبراء أن تحدث نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وهذا بالضبط ما يعوّل عليه الرئيس الدكتور العقيد بشّار الأسد. يشاغل علي العدوّ وينهك قواه في جبهة الجنوب، وينقضّ الأسد عليه في جبهة الجولان فيستعيد الأرض ويطلق على بحيرة طبرية اسم بحيرة الحجازي، اعترافاً منه بالدور الريادي الذي لعبه من ارتبط اسمه باللقمة الطيبة والخدمة السريعة والأناقة والطلاقة والحضور التلفزيوني الفذّ، مراسلاً وضيفاً ثم أمين عام حزب على مستوى المرحلة: كل هذه الصفات اجتمعت في فتى البعث الأغرّ.
محمود بيضون، مجلي نصراوين، سهيل سكّرية، عاصم قانصوه ( أبو جاسم )، عبدالله الشهّال، غازي سيف الدين، عبد المعين غازي وسهيل القصار وفايز شكر ونعمان شلق جميع من شغل منصب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي / فرع لبنان على مدى ستة عقود بكفّة وعلي حجازي بكفّة. طغى الشاب الطموح على أسلافه وعياً ورؤية ومنجزات. وأسمح لنفسي في هذه العجالة أن أستعير من مأثورات ليلى عبد اللطيف هذه العبارة : يا تاريخ سجّل.
في وقت كانت شرائح واسعة من الأخوة المشاهدين المسالمين والمجاهدين تنتظر الحدث التصعيديّ المدوّي يوم السبت مع المرشد الأعلى، فوجئت بإصبع علي حجازي على الشاشة قبل ظهر يوم الأربعاء يؤشّر إلى أمر بالغ الأهمية. بتناغم تام رفع إصبعه وصوته وسقف المواجهة معلناً في لحظة تاريخية إنشاء تشكيل مقاوم باسم «قوات البعث»، وهو أبلغ بذلك من «يُفترض أن يبلّغ».
أعتقد أنه أبلغَ وزير الدفاع العميد موريس سليم واللواء خير. لا شكّ أن دخول حجازي اليوم، كرمز من رموز المحور، في الحرب سيربك الوسطاء الساعين إلى تحقيق هدنة، أي القطريين بدرجة أولى المتحرّكين تحت مظلة الرعاية الأميركية. فأن تقبل كتائب القسّام، وسرايا القدس، وإسماعيل قاآني وبنيامين نتنياهو وحكومة حربه بالهدنة لثلاثة أيام فلا يعني أن الهدنة ستُحترم. أمامهم عقدة علي، وعليهم مفاوضته في رأس النبع. هو اليوم قاعد قرب الهاتف. ينتظر اتصالاً من بلينكن ليبني على الشيء مقتضاه.
هنيّة في المفاوضة، «أهين» بألف مرة من الأمين العام و »أسلس»، أمين عام «البعث» منعاً للبس. فكيف سيتصرّف علي حجازي في الأيام المقبلة ؟ المحور كله ولبنان كله وغزة كلها تنتظر كلمة فتى البعث الأغرّ؛ الكلمة الفصل.
هو فصلٌ مسلّ أليس كذلك ؟