بقلم بلال مهدي
“لماذا لم تلاحظوا جنودًا على الأرض، وكل من استهدفتهم المقاومة الفلسطينية كانوا داخل الدبابات ؟”
باختصار، يُعَدُ قرار الدخول البري للقوات الصهيونية إلى غزة استنادًا إلى استراتيجية محسوبة ومراهنة على فعالية دبابات الميركافا في حماية الجنود من التهديدات الفلسطينية. الدبابة تُعتبر درعًا حيويًا للجنود، فهي مجهزة بتقنيات عالية وتتمتع بحماية فعّالة ضد القذائف.
أما المفاجأة هنا كانت في قذيفة الياسين 5، ولا أعلم هل كان “الغبي نتنياهو” وعصابته الحاكمة، يعلم بامتلاك المقاومة الفلسطينية لمثل هذه القذائف قبل الدخول البري، أم أنه عرفها لاحقًا بعد التوغل البري.
الياسين 5
الظروف الفريدة لمعركة غزة كشفت عن فعالية مفاجئة بواسطة قذيفة الياسين 5، التي يعتقد أنها تمثل تطورًا في قدرات المقاومة. سُلِطَ الضوء بعد استخدامها على مدى معرفة الجيش الصهيوني بقدرات المقاومة، مما يثير تساؤلات حول تقديره للتهديدات.
هذه القذيفة، قيل أن القسام طورتها محليًا وهي تملك رأسين، الأول لاختراق درع الدبابة والآخر لتعزيز الانفجار. وفي حال تم استهداف مكان القذائف داخل الدبابة، فعلميًا من المستحيل بقاء جندي على قيد الحياة داخل الدبابة.
المفاجئة
تبرز قدرات تطويرية للمقاومة الفلسطينية، وتسلط الضوء على التحديات التكتيكية للقوات الصهيونية. يظهر الحوار عن تقنية القذيفة وحماية الدبابة غموضًا حول فعالية الإجراءات الدفاعية.
والمشهد الذي شاهدتموه مؤخرًا في فيديو نادرٌ جدًا أن تشاهده في أي حرب أخرى، وهو اصطياد دبابتين بقذيفة واحدة. بعد انفجار الدبابة الأولى، انفجرت الأخرى بسبب قربهما من بعضهما البعض.
حفلة الاصطياد الحقيقية
أما في حرب المناطق السكنية سيضطر الجنود الصهاينة للخروج من الدبابات والتمشيط في المنازل المهدمة.
فسوف تُلقي حرب المناطق السكنية بظلالها على استراتيجية القوات الصهيونية، حيث يتعين على الجنود التكيف مع الظروف الحضرية والخروج من حصن الدبابات لمواجهة التحديات في المناطق المأهولة، وحينها تبدأ حفلة الاصطياد الحقيقية.