بقلم عماد موسى
في تاريخ المجالس النيابية أسماء لا تُنتسى : حبيب أبو شهلا، كمال جنبلاط، فؤاد بطرس، إميل البستاني، نصري المعلوف، نسيب لحّود، إدمون نعيم، أنور الخطيب، عادل عسيران، كميل شمعون، ألبير مخيبر، غسّان تويني، ريمون إده، حميد فرنجيه. أن يجود الزمن بمثلهم في السنوات المقبلة يبقى ضمن الاحتمالات الضئيلة. أما أن يجود الغد بمن يبز الحاج محمد رعد ألقاً ومعرفة وحكمة وثقافة وعمقاً واتساعاً فذلك يدخل في باب المستحيلات.
محسودون نحن على ما نحن عليه من معنويات عالية. ومطمئنّون بشكل تام إلى أن إدارة الصراع مع العدو بيد الحاج وعلى همته «نتشرّف بأن نكون في مشروع الدفاع عن القدس ونفعل ما نفعله في الجبهة حيث يَقضي الواجب والتكليف الشرعي « حسناً، وهل علينا كمواطنين شرفاء أن نمسك واجباً مع المقاومة الإسلامية ونصفق لكل مسيّرة طالعة من عندنا ولكل قذيفة نازلة على أمخاخنا؟
في العادة، يقوم النائب بواجبه الدستوري والتشريعي ( لا الشرعي ) تحت سقف البرلمان، وبما أن الحاج رعد نائب فوق العادة فهو ليس بحاجة لمن يملي عليه ما يجب فعله وقوله. في الأمس القريب أخبرنا، كمواطنين درجة ثانية، أنه حضّر للعدو ما «يلزَم»: وجبة صواريخ على الأرجح وموت زؤام. ما لم يخبرنا به الحاج كخبير حروب ماذا يحضّر العدو لنا.
لا ترحم العدو. بل إرحمنا برحمة جدك. نقدّر عالياً فروسيتك المنبرية، ومنجزاتك الوطنية، ومقاومتك الدينية المظفّرة وتكتيكاتك المختصرة بسطرين:
«نُقْدِم حيث ينفع الإقدام ونخبو ونمكث حيث يجب المكوث ونحضّر لعدوّنا ما يجعله يخشانا ويتردّد في أن يفتح حرباً على جبهتنا» ؟
إرحم أعصابنا.
إرحم ما بقي من بلد ومؤسسات.
إرحم من بقي من عباد.
إرحم الأعياد الآتية يا رجل.
خفف عنك مسؤوليات عابرة للحدود. لن يحاسبك التاريخ ولا الله عزّ وجلّ إن لم تفتح جبهة مساندة في الجنوب، ستؤدي إلى تهجير آخر، طوعياً كان أم قسرياً.
أزِح عن أهلنا في الجنوب كابوس التهجير وقد أصبح واقعاً. لا يهمّ اللبناني تهجير المستوطنات من الصهاينة بشيء. يهمه ألّا يستوطن عزرائيل بلادنا.
إرحم الجنوبيين وارحم أهلنا في ضاحية بيروت الجنوبية من تبعات العنتريات.
إرحمهم من معادلاتك وقواعد اشتباكاتك.
آخر ما يهمنا سعادة النائب إن ارتعدت فرائص العدو، ولا »تخبّط الكيان الصهيوني» و »إن أسرع في طريق السقوط» أو أبطأ. همّنا في مكان آخر ولو كانت فلسطين في وجداننا تقطن وفي مسارات القلب.
ولي تمنّ خاص على رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الإسلامية : إرحم اللغة العربية من التجويف والتقعير. اللغة في خطر يا حاج.