أبو دياب لـ “بوابة بيروت” : الطائف شبع موتاً، و الفيدرالية تجنب لبنان الحرب

خاص بوابة بيروت

اكد مدير مركز ديمقراطية للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور غسان أبو دياب أن ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما بعده، وانعكاسات الموضوع على المشهد اللبناني أكثر مما يتوقع البعض، وأن الشيعية السياسية لا تستطيع أن تربح في السياسة ما خسرته في إمتحان التصعيد العسكري.

كلام أبو دياب جاء في حوار سياسي خص به “موقع بوابة بيروت”، وتم فيه إجراء جولة أفق في الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، واستعراض النقاش الحامي حول سخونة الجبهة الجنوبية، والحديث المتسارع حول إمكانية تطبيق النظام الفيدرالي في لبنان، والذي يعتبر نظامًا سياسيًا يقوم على توزيع السلطة بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية، بهدف تحقيق توازن بين الوحدة الوطنية والاحترام للتنوع الثقافي والطوائفي.

في تقييمه للوضع الحالي في لبنان، أكد الدكتور أبو دياب على أن نظام الطائف قد “شبع موتًا”، وأن الحاجة الماسة الآن هي لإيجاد حلول جذرية لأزمة النظام السياسي المستعصية على الحل، عبر مقاربة جديدة تمامًا للمشهد اللبناني، مشددًا على ضرورة تحقيق توافق وفهم شامل يتيح الانتقال إلى النظام الفيدرالي الذي يتيح تلبية احتياجات المجتمعات المحلية بفعالية، مما يسهم في تعزيز الشعور بالمشاركة السياسية والحكم الذاتي.

وفي سياق حديثه حول تحديات المشهد السياسي، حث أبو دياب على أن يكون حزب الله والقوى الشيعية حذرين ويدركون أهمية التواصل مع جميع الأطراف. مشدداً على أهمية توافق الفعل السياسي مع التحولات السياسية الراهنة والتحديات التي تواجه المنطقة، مشيراً إلى أن جميع الطوائف اللبنانية تتقن فن الدعاء، ولكن الفعالية السياسية للأدعية مختلفة جذرياً عن أثر “السبع دقائق ونصف”، أو الوقوف “على إجر ونص”.

وفي ضوء الأحداث الأخيرة في غزة، أشار الدكتور أبو دياب إلى أن هذه الأحداث قد أثرت بشكل كبير على المشهد السياسي، مع التأكيد على ضرورة فهم أعمق للتحديات وضرورة التحول في التعامل مع الأزمة الراهنة، والتشديد على أن الثمن السياسي الذي قبضته طهران ثمنًا لإسقاط مقولة وحدة الساحات، لن تقبل الولايات المتحدة أن تدفعه من جيب مصالحها الإستراتيجية، وبالتالي، على ما يعرف بالمحور أن يدفع ثمنه من خزانة استثماراته.

من ناحية أخرى، عند التطرق إلى الحلول الممكنة، أكد الدكتور أبو دياب على ضرورة التفاوض بحكمة وهدوء لإيجاد حلول مستدامة، مشيرًا إلى أن الحوار يجب أن يقوم على الاتحادية كوسيلة لتجنب التصاعد في التوترات السياسية. داعيًا لتشكيل عقد اجتماعي جديد لتفادي الاقتتال الداخلي، مؤكدًا على ضرورة إجراء نقاش هادئ ومستنير، يترافق مع قيام جميع الميليشيات بنزع سلاحها، وتطبيق القرارات الدولية 1559، “1680 و 1701″، كمدخل أساسي لقيام الدولة العصرية في لبنان، مع تحقيق التوازن بين الوحدة الوطنية والاحترام للتنوع المجتمعي.

وقال أبو دياب إن الشيعية السياسية مدعوة إلى إعادة الإعتبار لإرث المفكرين الأفذاذ من قامة علي الوردي، وعلي شريعتي، والسيد هاني فحص، والسيد محمد حسن الأمين وسواهم، كما وإعادة النظر في طبيعة العلاقة مع بقية مكونات المحور.

وأمل أبو دياب أن تنتهي الأزمة الحالية في الشرق الأوسط بالحد الأدنى من الخسائر البشرية، باعتبار أن الحاجة إلى نظام عالمي جديد بعد سقوط “جسر لندن”، ونهاية مفاعيل “سايكس بيكو” لا تعني بالضرورة الحاجة إلى حرب عالمية جديدة، بل في الإمكان الإتفاق الهادىء على الخلاصات بعيدًا عن الحروب التي لا تنتهي، وبالحد الأدنى من الـ “COLLATERAL DAMAGE”.

اخترنا لك