NNA
ودعت بلدة شكا ابنها سليمان فارس سركيس في مأتم مهيب، وسط حداد عام وإقفال تام، وأقيمت صلاة الجنازة في كنيسة سيدة الخلاص ترأسها رئيس أساقفة طرابلس وعكار للموارنة المطران يوسف سويف، يعاونه لفيف من الكهنة والرهبان.
وشارك في الصلاة المدبر العام طوني فخري ممثلاً الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي هادي محفوظ.
حضر الجناز النواب : غياث يزبك، فادي كرم، نزيه متى، والياس الخوري، النواب السابقون جوزيف اسحق، فادي سعد وسامر سعاده وحشد كبير من القواتيين رفاق الشهيد وأهالي شكا ومنطقة البترون والشمال وأفراد العائلة.
بعد تلاوة الإنجيل، ألقى المطران سويف عظة، ونقل تعزية ومحبة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى العائلة وكل الأحباء وإلى بلدة شكا وأهلها”، وقال: “نجتمع لنودع بروح الإيمان والرجاء وبخالص الحب أخانا الحبيب العريس الذي حرق قلوبنا جميعا سليمان فارس سركيس. نجتمع، وفي القلب حرقة كبيرة وجرح عميق على مستوى الوطن الذي يدفع الأثمان تلو الأخرى”.
أضاف : “نحن اليوم هنا مع عائلة سليمان وزوجته العروس، لنقول إن سليمان قديس، سليمان هو البريء لأن ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه، فسليمان أراد أن يتشبه بيسوع ويبذل نفسه عنا وعن شكا وعن المنطقة، ودمه الطاهر ممزوج بدم سيدنا يسوع المسيح”.
وتابع : “نودع اليوم سليمان العريس، الشهيد، القديس، فهذه هي الشهادة. سليمان المحبة، سليمان الصداقة، سليمان الانفتاح والإيمان، ومن أهم ما سمعته في هذه الأيام الصعبة التي نعيشها أنه رفض أن يترك لبنان سعيا وراء لقمة العيش، لأنه آمن بلبنان وأحبه. هذا هو سليمان، شهيد لبنان، نودعه اليوم في عيد الاستقلال الذي نتمنى أن يتحقق بكامل معناه، الاستقلال عن الظلم، الفوضى، الفساد، العبث بكرامة الإنسان، في هذا الوقت، قدم اخونا سليمان نفسه ذبيحة وقربانا على مذبح الرب من أجل حياة جديدة ومن أجل أن يكون لنا مجتمع جديد ووطن جديد ومتجدد هو وطن الإنسان”.
وأردف : “نقف اليوم بجانب عائلة سركيس الرمز في بلدتنا شكا، عائلة البطولة والشهامة والإيمان التي لا تأبه الشدة والموت، ونحن متضامنون معها”.
وتوجه إلى الوالد قائلاً : “أيها الفارس المسيحي، نحييك ونحيي العائلة فردا فردا، ونحيي العروس ستيفاني، نحن معكم في هذه الشدة ونفتخر بكم وبهذه العائلة المدرسة في الشهادة والتضحية والكرامة والشهامة والدفاع عن كرامة الإنسان”.
وتوجه بالتعازي “إلى حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع وكل النواب ونائب البترون غياث يزبك”، وقال: “نصلي لوطننا الحبيب لبنان، ونؤكد أنهم مهما حاولوا أن يأخذوا لبنان إلى محور لا يشبهه، سيبقى لبنان الحرية والسيادة والإنسان، لبنان الرسالة، رسالة الحرية والعيش المشترك”.
وأبلغ سويف عائلة سركيس “تضامن مفتي طرابلس معها بصلاته المجروح، كما نحن مجروحون”، وقال: “نعم، هذا هو لبنان، هذه هي الأمثولة بغياب العريس الشهيد سليمان لكي تكون شكا واحدة بعيداً من الانقسامات، فنتوحد من أجل الحب والخير العام وخير الإنسان وكرامته”.
وختم : “نصلي من أن أجل أن يحمي الرب هذا البلد ويجدده وتصبح لنا دولة حقيقية فنبقى في هذه الأرض التي ننتمي إليها بتاريخنا وإيماننا لكي نحافظ على هذه الهدية الثمينة التي قدمها لنا الرب”.
وبعد رتبة الدفن، تقبل النواب الحاضرون التعازي مع أفراد العائلة.
وكانت بلدة شكا استقبلت جثمان ابنها الشهيد سليمان داخل النعش الأبيض الملفوف بعلم “القوات اللبنانية”، يرافقه الأهل والنائب يزبك، وكان في استقبالهم عند مدخل البلدة النواب: كرم، متى، وخوري، والنواب السابقون إسحق، سعد وسعادة وحشد كبير من الأهالي والقواتيون من مختلف المناطق.
وحمل النعش على الأكف وسط شوارع شكا على وقع الزغاريد والتصفيق والصلوات والترانيم الدينية ونثر الورود والأرز، وصولا الى كنيسة سيدة الخلاص.
وأقيمت استقبالات للجثمان على الأوتوستراد في بلدة كفرعبيدا وعند جسر مستشفى البترون وعند مدخل مسقط رأسه شكا.