الاستقلال بين حرية التعبير “الفاضحة” لـ رشا كحيل وخطابات نصرالله

خاص بوابة بيروت

بمناسبة العيد الثمانين لاستقلال لبنان، يأخذنا الناشط السياسي فادي أبو جمرا في رحلة عبر الزمن، حيث كتب هذه الرسالة في مثل هذا اليوم قبل عشرة أعوام.

وما يثير الدهشة هو أن كلماته لا تزال حية وملهمة كما لو كانت قد كُتِبَتْ اليوم. وفي احد رسالاته التي ترجمت من اللغة الاجنبية، نعرضها لكم اليوم في جزء اول ينشر على حلقات.


عمرنا يتراوح بين 6000 و70 سنة…

بين رسالة توم فليتشر المؤثرة والمصافحات الاحتفالية التي لا تنتهي، مع نبيه بري الذي لا ينتهي…

بين حاجتنا لثورة “الطماطم” وحقيقة أننا لا نملك حكومةً ولا مجلس دستوريًا ولا برلمانًا، وقريبًا لا رئيسًا…

بين حرية التعبير “الفاضحة” لرشا كحيل وخطابات حسن نصر الله.

بين جرائم الأسير والعبسي وجريمة اختفاءهما التي تستأهل حيازة جائزة أوسكار .

بين سكاي بار ومحمد رعد وحسن الرفاعي وأمثالهم. معقول ؟

بين منطقة الرويس وطرابلس والصواريخ، والسهرات اللبنانية وبين جهات وأفراد لبنانيين يخوضون حروبًا سورية باسم الله ( حرفيًّا ).

بين الخارج عن القانون في جبل محسن والكثيرين مثله في حكومتنا.

بين جيش مكلف بحماية شوارعنا بدلاً من حدودنا، ومؤسسة قوى الامن التي تحمي الفساد بدلاً من الشوارع، في حين أن رواتبهم كلها تأتي من ضرائبنا.

بين القدرة على احتجاز شخص ما في المطار لعدم دفع مخالفة سير، بينما يدخل ويخرج أطنان من المخدرات والجواسيس والقتلة بحرية.

بين نحن المهاجرين إلى العالم، حيث تركنا وحدنا، نمارس الأعمال التجارية ونبعث باموالنا إلى البلد من خلال مشاعرنا المترابطة، دون إعطاءنا الحق للمشاركة في التعبير بالانتخاب : صوتنا الحر.
بين الخجل من كونك مختلفًا وحرًا، والفخر بكونك جزءًا من قطيع سياسي مخجل.

بين المساواة العلمانية وعلامة التفوق المذهبي.

بين بيئة جميلة دمرة نفسها، بينما يتم تنظيم العبودية الحديثة المتطرفة لتنظيف منازلنا.

بين قبول الجرائم الانتحارية كـ«رسائل» سياسية.

بين التماهي مع قادتنا، على حساب فكرنا وأحكامنا.

أنا اتساءل… أتساءل عما إذا كان هناك يوم استقلال أكثر حزنًا…

وأنا مسؤول إلى حد ما عن ذلك.

فبالنسبة لك يا لبنان، في عيد ميلادك السبعين، أنا آسف على خيراتي وإهمالي، كان بإمكاني أن أفعل ما هو أفضل وأن أكون أكثر حكمة.

اخترنا لك