اتفاق الهدنة القصيرة بين “إسرائيل” و حماس… ما أبرز التفاصيل ؟
ما موقف حركة الجهاد ؟ وهل يمكن تمديد الفترة ؟
الشرق
جاء الاتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، نتاج جهد دبلوماسي متعدد الأطراف، بعد أسابيع من الحرب التي تركت آثاراً مدمرة على قطاع غزة، وسط آمال بالانتقال إلى وقف شامل للحرب.
وتم التوصل إلى الاتفاق، الذي يتضمن هدنة قصيرة وتبادلاً للأسرى والمحتجزين، ولاقى ترحيباً دولياً، بعد أسابيع من المفاوضات المعقدة بوساطة قطرية، وبمشاركة الولايات المتحدة ومصر، فماذا نعرف عن هذا الاتفاق وفق التفاصيل التي أعلنتها كل من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية؟
ما مدة الهدنة ؟
ينص الاتفاق على وقف الأعمال العدائية بين حماس وإسرائيل لمدة أربعة أيام.
كم عدد المحتجزين الذين ستفرج عنهم حماس ؟
يتضمن الاتفاق إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 امرأة وطفلاً محتجزين كرهائن لدى حماس في غزة.
كم عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل ؟
ستطلق إسرائيل سراح 150 امرأة وطفلاً فلسطينياً من سجونها.
كيف سيتم التبادل ؟
من المقرر إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين على دفعات تشمل كل دفعة ما بين 10 إلى 12 شخصاً على مدى أيام متتالية، كما سيشهد جدول مماثل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين بمجرد عودة الرهائن الإسرائيليين.
ما أبرز بنود الاتفاق بشأن الأوضاع الميدانية ؟
ينص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية الإسرائيلية في كافة مناطق غزة وتوقف تحرك آلياته المتوغلة في القطاع.
كما يتضمن السماح بإدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع، بلا استثناء، شمالاً وجنوباً.
وينص الاتفاق كذلك على وقف حركة الطيران الحربي الإسرائيلي في جنوب القطاع على مدار الـ4 أيام، ووقفه في الشمال لمدة 6 ساعات يومياً من العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي وحتى الرابعة مساء خلال ذات الفترة.
من الأطراف التي شاركت بالمفاوضات ؟
بالإضافة إلى حماس وإسرائيل، كانت هناك جهود مكثفة للوساطة بين الطرفين من جانب مصر والولايات المتحدة وقطر.
متى يبدأ التنفيذ ؟
قال القيادي بحركة حماس موسى أبو مرزوق إن الهدنة ستبدأ الساعة العاشرة من صباح الخميس، فيما تحدثت تقارير إسرائيلية عن احتمال استقبال إسرائيل لأول مجموعة من المحتجزين في الخامسة صباحاً.
من سيتسلم المحتجزين الذين ستفرج عنهم حماس ؟
الصليب الأحمر هو من سيتسلمهم وينقلهم عبر معبر رفح إلى الجانب المصري، بحسب موسى أبو مرزوق.
وقال قيادي حماس إن معظم الأسرى، الذين ستفرج عنهم إسرائيل، من الضفة الغربية المحتلة، وسيتم نقلهم مباشرة إلى أماكن سكنهم.
هل يمكن تمديد الهدنة ؟
قال مسؤولون في إسرائيل والولايات المتحدة إن هناك إمكانية لتمديد الهدنة بواقع يوم إضافي مقابل كل 10 أشخاص تطلق حركة حماس سراحهم.
ما موقف حركة الجهاد ؟
قالت حركة “الجهاد” إنها لن تحرر أي محتجزين إسرائيليين غير مدنيين لديها، إلا بعد الإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
وأوضحت الحركة في بيان: “نؤكد على موقفنا الثابت بأن أسرى العدو من غير المدنيين، الذين في أيدينا، لن ينالوا الحرية حتى تحرير كل أسرانا من سجون العدو”.
وأضافت: “نؤكد على استمرارنا في مواجهة العدوان، على المستويات الميدانية والسياسية كافة، وصولاً إلى إحباط جميع أهداف هذا العدوان”.
ما أصعب أجزاء الاتفاق ؟
تم تسهيل المفاوضات من قبل الولايات المتحدة وقطر، التي تستضيف المكتب السياسي لـ”حماس”، إذ أدت الخلافات بين إسرائيل والحركة حول التفاصيل والخدمات اللوجستية إلى تعطيل تنفيذ الاتفاق لأسابيع، كما سعت “حماس” في البداية إلى وقف القصف الإسرائيلي لمدة 10 أيام، ثم 5 أيام، قبل أن تستقر على أربعة أيام مع إمكانية التمديد.
وقال محللون إن الافتقار العميق للثقة بين الجانبين كان العقبة الأكبر، ولا يزال من الممكن أن يقوض تنفيذ الاتفاق، بما في ذلك ما إذا كان بإمكان إسرائيل استخدام المسيرات لمراقبة عملية تبادل الرهائن والمكان الذين سيذهبون إليه.
ويعد إطلاق سراح النساء والأطفال بشكل جزئي من قبل الجانبين عائقاً أمام التبادل الشامل، إذ قد يكون من الممكن إطلاق سراح الرعايا الأجانب، لكن تأمين حرية الإسرائيليين المتبقين سيكون معقداً للغاية.
كيف تبدو الأوضاع في غزة مع بدء الهدنة القصيرة ؟
وفقاً لمنظمات الإغاثة الدولية، فإن غزة أمام كارثة إنسانية، حيث فرضت إسرائيل حصاراً على القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة وشنت قصفاً شرساً.
كما حولت معظم المباني إلى أنقاض، في حين تم تقييد إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود بشدة، لكن تحت ضغط أميركي ودولي، سمحت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة بزيادة عدد القوافل الإنسانية، بما في ذلك الوقود، لكنها لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الحرب.
وبموجب الاتفاق، ستسمح إسرائيل لمئات شاحنات المساعدات التي تحمل الإمدادات الإنسانية والطبية وكذلك الوقود بدخول غزة يومياً، وفقاً لبيان “حماس”، لكن المحللين أشاروا إلى أنه حتى لو قدم المجتمع الدولي مساعدات كافية، فإن العقبة الأكبر تتمثل بكيفية “تنسيقها وتوزيعها داخل غزة بسبب ندرة إمدادات الوقود”.
كيف يرى الإسرائيليون الاتفاق ؟
أظهرت استطلاعات الرأي أن الجمهور الإسرائيلي يؤيد بأغلبية ساحقة الاتفاق، إذ انضمت عائلات الأسرى في الأسابيع الأخيرة إلى مسيرات أكبر من أي وقت مضى في تل أبيب والقدس تطالب الحكومة “بدفع أي ثمن” مقابل العودة الآمنة للأسرى.
لكن وزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو صوتوا ضد الاتفاق في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، بحجة أنه “لا يضمن عودة جميع الرهائن، ويقلل من فرص تدمير حماس”، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.