إغتيال خرازي أم اغتيال رفيقيه

بقلم سامي الجواد

من النوافل، الحديث عن آلة القتل الإسرائيلية وعن الإرهاب المتنقل الذي تمارسه بسبب ومن غير سبب. فطبيعة هذا العدو متلازمة مع العنف والقتل لتثبيت وجوده و سلطته، حيث لا مبرر تاريخيًا أو أخلاقيًا أو قانونيًا لوجوده وبالتالي لاستمراره.

إلا أن بعض عمليات الإغتيال تستدعي من حيث ظروفها المكانية والزمنية، كما من حيث الأشخاص المستهدفين، تستدعي تدقيقًا سياسيًا وأمنيًا لتحري الأسباب الخاصة التي تكمن خلف كل عملية، عملية اغتيال قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس خليل حامد خرازي نموذجًا.

الملفت في عملية الاغتيال تلك، لم يكن العملية نفسها، فاستهداف قيادي في حركة حماس أمر متوقع وغير مستغرب. الملفت والمثير للشبهة وجود المواطنين التركيين “بلال أوزتوك” و “يعقوب إردال”.

مصادر مطلعة أفادت أن المواطنين التركيين المذكورين هما من أصحاب التأثير في الشارع السلفي داخل تركيا لا سيما في المجتمعات ذات الأصول التركية. وكانا قد وصلا إلى “مخيم الرشيدية” قرب مدينة صور قبل التوجه إلى مكان اغتيالهما.

لم تنفع كل إجراءات التخفي والتمويه في حماية خرازي ورفيقيه، الأمر الذي يعزز في رأي بعض المتابعين للشأن الفلسطيني وجود تقاطع معلومات أدى إلى عملية الاغتيال تلك.

وهنا تبرز عدة تساؤلات حول الهدف من العملية وأهمها التساؤل حول تحديد الشخص المستهدف من العملية.

فهل كان المواطنين التركيين ضحية وجودهما إلى جانب خرازي، أم أن للإحتمال المعاكس نصيب من الصحة أو الشك بأضعف الإيمان.

الجانب الآخر من الإرتياب جاء برأي بعض سكان المنطقة ممن تربطهم علاقة بالفصائل الفلسطينية، من مرور المجموعة على مخيم الرشيدية قبل وصولها من طرابلس إلى مقتلها. فالإختراقات الأمنية تتوافق مع المناكفات السياسية القائمة بين فتح وحماس وتستفيد منها، لينتهي الأمر إلى جهات متعددة تقع على مرمى أصابع الشك.

جلاء حقيقة عمليات الإغتيال يتصل غالبا بتحولات سياسية تميط اللثام عن حقائق لطالما تم التستر عليها لحسابات السياسة. وبانتظار حصول تلك التحولات ستبقى الهواتف الإسرائيلية تستقبل إحداثيات ومعلومات مدفوعة الأجر نقدًا وعينًا وموقعًا.

اخترنا لك