مأساة قذائف عين ابل : بين الحقائق والتحذيرات

بقلم العميد مارون خريش

ليست المرة الأولى التي تتساقط فيها القذائف على عين ابل. ولكن هذه المرة لم ينتج عنها أي خسائر في الأرواح. فنشكر الله ونحمده على سلامة الجميع.

قال البعض أن القذائف انطلقت من الأراضي اللبنانية والبعض الآخر أنها من الأراضي المحتلة وآخرون قالوا إنها من الأراضي اللبنانية وقد اعترضتها في مسارها صواريخ القبة الحديدية. والأمر لا يلزمه خبير لكي يكشف الموضوع لأن من استطاعوا النظر وملاحقة القذائف من نقطة انطلاقها إلى نقطة سقوطها كان باستطاعتهم رؤية الصواريخ المعترضة.

الآن وقد وقعت الواقعة، علينا العمل على الحؤول دون تكرارها. فإذا كان مصدرها من بلاد العدو فلا حول لنا ولا قوة إلا الدعاء لأهلنا في عين ابل او في القرى الجنوبية بالسلامة والطلب من المقاومة تجنيب الأمكنة السكنية من تعرضها للقصف والتدمير بغية حقن الدم اللبناني.

اما اذا كان مصدرها من الأراضي اللبنانية ومن عناصر غير مدربة على إطلاق الصواريخ، فنحن نلجأ إلى جيشنا لمنع العناصر الدخيلة التي قد تكون مكلفة من جهات خارجية لتسخين الجبهة وتوريط المقاومة في حرب غير محسوبة النتائج.

وفي الحالة الثالثة وجب على مطلقي الصواريخ ان يختاروا مساراً لها فوق اراضٍ غير مأهولة لئلا تتساقط شظاياها على المساكن وتتسبب بخسائر في المباني والأرواح.نقول هذا بالرغم من اننا لا نوافق على زج اللبنانيين إلى أي قرية انتموا بهذه الحرب التي لن ينتج عنها إلا الدمار.

فماذا ينفعنا لو قتلنا ألفًا من العدو وقتل لنا مئة. وماذا سيتغير في القضية ؟ هل يترقب من يخوضون هذه المناوشات ان فعلهم سيؤدي إلى جلاء اليهود عن فلسطين أو إلى سقوط دولة “إسرائيل” ؟ أن معركة زوال دولة إسرائيل تتطلب جيوشاً وتحالفات دول تلتزم وتكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها. وليس كما يحدث الآن، دولاً تتنصل من وعودها وتترك حلفاءها ليواجهوا مصيرهم منفردين.

ولا نقول ذلك لأننا كنا نتمنى أن تعم الحرب كل المنطقة، بل لكي ندفع بالمعنيين الى دراسة الموضوع بطريقة أفضل، لأن الحرب ليست لعبة أو قضية بطولات فردية، وإنما هي عملية تقرير مصير شعوب ودول لن يرحم التاريخ المتلاعبين بها.

اخترنا لك