بعد فوزها باستضافة معرض “إكسبو 2030″، متفوقة على مدينتي روما الإيطالية، وبوسان الكورية الجنوبية، تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستقبال العالم في الحدث المهم عبر تجهيزات غير مسبوقة، وإنفاق ضخم، وتسهيلات تشمل القطاعات كافة.
موقع إكسبو 2030
خططت السعودية لبناء الموقع المخصص لـ”إكسبو 2030″ في منطقة استراتيجية شمال الرياض بين مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، ومطار الملك خالد الدولي، ما يعني إمكانية الوصول إليه من أهم الوجهات في المدينة.
ويمتد الموقع على مساحة 6.59 كيلومتر، من بينها 3.38 كيلومتر للمنطقة المسورة، و3.21 كيلومتر لمناطق الراحة والمرافق، مثل مواقف السيارات المزوَّدة بخدمة النقل من الموقع وإليه.
وبحسب القائمين على تنظيم المعرض، سيتم دمج الموقع مع المشروعات الموجودة في محيطه، بما في ذلك مجمعات البحث والتطوير التكنولوجية، والجامعات، ومنتزه المطار في مشروع الرياض الخضراء المرتقب، وكذلك مدينة المطار.
ومن المقرر ربط الموقع بخطوط المترو الجاري إنشاءها، لتسهيل حركة العبور، فضلاً عن ربطه بمختلف أنحاء العاصمة، و”مطار الملك خالد الدولي”، عبر وسائل النقل العام.
ويساعد الربط بين وسائل النقل العام والمحاور الرئيسية الأخرى، في تخفيف الضغط على التقاطعات، وأنظمة الطرق الداخلية، بينما تسهّل الطرق الرئيسية المحيطة بالموقع الوصول إلى المطار الدولي.
ولأن المسار الرابع من قطار الرياض يمتد على طول الحدود الغربية لموقع “إكسبو الرياض”، من المقرر إنشاء محطة مرتفعة جنوب غربي الموقع، علماً بأن أعمال بناء المسار اكتملت، لكنه لم يدخل الخدمة بعد.
ويتيح المخطط الرئيسي لمعرض “إكسبو الرياض 2030” ربط الموقع بشبكة من مسارات الدراجات الهوائية، والمشي، تمتد في المدينة كلها، وتتخطى الحواجز المادية الناشئة عن شبكة الطرق السريعة.
وسيعرض “إكسبو الرياض” مجموعة متنوعة من وسائل التنقل، التي يمكن استخدامها للتنقل الشخصي أو المشترك.
وتتوزع محطات النقل في جميع أنحاء الموقع، لتتيح للزوار الانتقال من وسيلة نقل إلى أخرى، من أكبرها (القطار/ الحافلة المكوكية) إلى أصغرها (الدراجة/ السكوتر الكهربائي).
استشراف المستقبل
تحت شعار “حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل”، تعتزم السعودية، من خلال معرض “إكسبو الرياض 2030″، العمل على تعزيز قدرة دول العالم على تغيير مسار الكوكب نحو مستقبل أفضل، من خلال تحويل الحدث الدولي إلى منصة توفر فرصاً للتعاون وتبادل المعرفة.
ويركز ملف الرياض على 3 محاور، هي: “غد أفضل”، و”العمل المناخي”، و”الازدهار للجميع”، لتشكيل إطار مترابط لمعالجة التحديات الدولية المشتركة في المجالات الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية والاجتماعية والتكنولوجية.
واقترحت السعودية إقامة “إكسبو 2030” في الفترة الممتدة من 1 أكتوبر 2030 حتى نهاية مارس 2031، لتشمل فترة أعياد الميلاد، ورأس السنة الصينية، وشهر رمضان، إضافة إلى الذكرى المئوية لتأسيس المكتب الدولي للمعارض الذي يُشرف على معارض “إكسبو”. ويتزامن هذا التوقيت المحدد مع ظروف مناخية مثالية في المملكة.
موارد ضخمة
ووفق وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير، فإن خطط المملكة لاستضافة معرض “إكسبو 2030” تتضمن تحويله إلى “معرض دائم”، حتى يتمكن الناس “بعد مرور سنوات طويلة من الاستمتاع به والتعلم منه”.
وفي مقابلة سابقة، مع موقع “عرب نيوز”، قال الجبير إن المملكة خصصت موارد ضخمة، بهدف إقامة معرض يصبح “جزءاً من المشهد الثقافي للرياض”.
وبحسب وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، فإن “إكسبو 2030” يمثل فرصة “لتعزيز العمل في المشروعات ذات التأثير العالمي، وللتعاون في إيجاد حلول عالمية لتحدياتنا المشتركة، من خلال الابتكار والاستدامة والشمولية، وكلها تكمن في صميم عرض “إكسبو 2030 الرياض”، وعلى التزام المملكة القوي والمستمر تجاه البلدان النامية”.
ووفق الوزير نفسه، فإن عرض الرياض لاستضافة “إكسبو 2030” يتضمن حزمة برامج، منها تخصيص 343 مليون دولار من أجل مساعدة 100 دولة في مجالات مثل تشييد الأجنحة، ودعم التقنيات، والفعاليات.
إكسبو “أخضر”
وأعلن وزير الاستثمار خالد الفالح أن ميزانية “الرياض إكسبو 2030” تبلغ 7.8 مليار دولار، كاشفاً عن إطلاق مختبر للاستثمار العالمي، ومُمكّن لرواد الأعمال للاكتشاف والتعاون.
وأعرب رئيس الهيئة الملكية للرياض إبراهيم بن محمد السلطان، عن ثقته بقدرة بلاده على إقامة معرض عالمي غير مسبوق، واعداً باكتمال تجهيزات “إكسبو 2030” بحلول عام 2028، أي قبل موعد الحدث بعامين.
وتسعى السعودية لتنظيم “إكسبو أخضر”؛ بحسب السلطان الذي أكد أن “موقع المعرض يعتمد على الطاقة النظيفة، ويراعي المعايير البيئية”.
ويمثل العمل المناخي موضوعاً رئيسياً لـ”إكسبو 2030 الرياض”، وتشغل القضايا المتعلقة بتغيّر المناخ حيِّزاً كبيراً في جدول أعماله، بهدف إيجاد حلول دولية للقضايا المتعلقة بندرة المياه، والحرارة في المدن والجفاف، وصيانة النظم البيئية الطبيعية وتجديدها، وتوفير الطاقة النظيفة للجميع.
يضاف إلى كل تلك العناوين ضمن استعداد الرياض للمعرض، العديد من القضايا الملحة، مثل: “تمكين الشباب، والتكنولوجيا وسد الفجوة الرقمية، والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتطوير مدن واعية، والتهميش الحضري وأنظمة التنقل، تحت راية هدف أسمى وأكبر، وهو تحقيق الازدهار للجميع”.