بقلم عماد موسى
صباح السبت 7 أكتوبر إستيقظ رئيس الحكومة اللبنانية الـ sir نجيب ميقاتي باكراً جداً وكان قلقاً جداً جداً. فتح شاشة التلفزيون على مصراعيها وفي نيته استكمال مشاهدة فيلم رومنسي باق منه 21 دقيقة منذ سهرة الجمعة. وإذ بدولته «يصعق» بمشاهدة تفاصيل مشوّقة من عملية «طوفان الأقصى». بشكل عاجل دعا اركانه إلى جلسة كرواسان وشوكولا ساخن اتخذ فيها قرار مشاركة لبنان في الحرب دعماً لغزة، وأمر قوات «العزم» بفتح جبهة الجنوب.
حاول «الحزب الإلهي» التواصل مع ميقاتي «الأرضي» لثنيه عن هذه المغامرة غير المحسوبة النتائج لكنه أقفل الجهاز وانصرف إلى إدارة المعركة رغم النصائح العديدة التي وصلته عبر الأقنية والأنابيب والقساطل الديبلوماسية.
راهن كثيرون من القادة الممانعين على عقلانية الرئيس ميقاتي وحكمته وتمنوا عليه عدم جرّ لبنان إلى حرب مكلفة مع العدو لكنه أصرّ على إشعال جبهة الجنوب وتوجيه ضربات صاروخية محكمة للعدو. «الحزب» من جهته حاول ضمن إمكاناته المتواضعة الحؤول دون توسّع الحرب لإدراكه عدم قدرة اللبنانيين على تحمّل كلفتها الباهظة على غير مستوى، لكن مساعيه إصطدمت بقناعات صلبة كالجلمود. بحائط صدّ إن صح التعبير.
طوال خمسة وخمسين يوماً ردت إسرائيل، المشهود لها بتفوقها العسكري والإجرامي، على مواقع العزم وأصابت منزل نائبين كريمين يخصّان «الإستيذ».
حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بالنائبين وبالجنوبيين وبأرزاقهم وممتلكاتهم حرقاً وتدميراً، حدا بفتى الحزب الأغر، حسن فضل الله، إلى ان ييمّم شطر السراي، وأسمع الرئيس ميقاتي كلمتين حادتين : «سيّد ميقاتي فلسطين بقلبنا. فلسطين قضيتنا. فلسطين أمنا وأختنا وفلذة كبدنا لكن لبنان لا يمكنه في هذا الظرف أن يفتح جبهة مع العدو بهدف تخفيف الضغط عن حركة حماس في غزة، والرد الصهيوني خير دليل على ما أقوله. وأنا هنا اليوم لأحمّلكم كرئيس حكومة المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع.
والحكومة معنية بالتعويض على المواطنين» وبحسب ما أعلنه فضل الله بعد اللقاء في السراي أن ميقاتي «أكد تحمل المسؤولية، وان هؤلاء الاهل هم أهلنا وبأن الحكومة معنية بتقديم التعويضات الضرورية لهم».
طبعاً معنية فمن يعلن الحرب وينخرط فيها، من دون التشاور مع أحد، عليه تحمل تبعاتها. بالرغم من ذلك فحزب فضل الله دفع وتبرّع من أفضال الله عليه.
لم يستعمل عضو كتلة الوفاء للمقاومة الإسلامية في اجتماع السراي أي من المفردات والتعابير التي درجت على لسان أستاذ وئام مثل «على الحكومة أن تدفع وإجرها فوق رقبتها» لكن في مضمون ما صرّح به فتى الحزب الأغرّ شيء من هذا القبيل.