بقلم بلال مهدي
يواجه لبنان تحديات هائلة في ظل التطورات الجيوسياسية الإقليمية، وخاصةً بعد فوز إيران بمكان على طاولة الحوار حول الشرق الأوسط الجديد. كما يتطلب هذا الفوز منّا أن ننظر إلى الوضع بشكل متوازن، مدركين أن انتصار إيران لا يعني انقضاء الصراع “العربي – الصفوي”.
أولًا وقبل كل شيء، ينبغي على “الحزب” في لبنان أن يدرك أن التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط تستدعي التعاون والحوار الشامل. ولا يمكن لإيران أن تحقق النجاح في هذا السياق إذا لم تكن مستعدة للاستماع والتفاوض مع الشركاء الإقليميين.
يظهر أيضًا أن الشرق الأوسط يحتاج إلى تعاون فعّال بين الدول لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية. وفي هذا السياق، يمكن لـ “الحزب” في لبنان أن يسهم بشكل إيجابي في إعادة تشكيل مستقبل المنطقة عبر تشجيع هذا الحوار الإقليمي أن يحدث فرقًا في الساحة اللبنانية.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يدرك “الحزب” أن النجاح الإيراني لا يعني بالضرورة تحقيق أهداف لبنان الوطنية. يجب أن يكون هناك تفهم لاحتياجات وطموحات لبنان كدولة مستقلة. ويتوجب عليه أداء دور بارز في تحقيق هذه الأهداف من خلال التفاوض السياسي مع القوى الفاعلة في الساحة اللبنانية والانكفاء عن التدخل بشؤون الشركاء العرب لتقليل مستوى التوتر.
يمكن أن يكون هذا التحول خطوة ذكية نحو تحقيق استقرار المنطقة وتعزيز مصالح لبنان. ويمكن أن تسهم مشاركته الفعّالة في الحياة السياسية في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، مما يسفر في النهاية عن تحقيق مصالح شعبه بشكل عادل.
لنستمر في محاولة إقناع “الحزب” في لبنان بأن فوز إيران بالمشاركة على طاولة الحوار حول الشرق الأوسط الجديد لا يعني “فوزه”، وعليه أن يدرك صعوبة هذه المرحلة وخطورتها على وجوده.