هل لبنان بلد نهائي… ؟!

بقلم ميراز الجندي

فصيل الحرس الثوري الإيراني وجنديها في لبنان “حزب الله” يريد أن يأخذ البلد حيث أجندة وليه الفقيه ويريد إقامة من لبنان ولاية أو إمارة للوالي الفقيه…

وكذلك فصيل الإخوان المسلمين، ما يعرف بالجماعة الإسلامية وجناحهم العسكري “قوات الفجر” يريد تحرير غزة وفلسطين انطلاقًا من الأراضي اللبنانية متحججًا بما يختبئ خلفه الحزب الثلاثية الخشبية.

وكأن لا يكفينا فصيل الحرس الثوري الصفوي الجناح السني ضمن محوره ما يسمى حماس التي تنتهك السيادة اللبنانية وتضرب عرض الحائط ما اتفق عليه جميع اللبنانيين بسحب السلاح الفلسطيني من داخل وخارج المخيمات وتطلق بعض صواريخ انطلاقًا من لبنان…

خرج علينا ما يعرف بحزب التحرير ببيان ولا يستحي أن ينعت لبنان بولاية ضمن مشروعه !

فقد أصبحت كل الأحزاب والتنظيمات المغلفة بموروث إسلامي عندها مشكلة مع باقي المكونات اللبنانية، وحتى ضمن البيئة الدينية الواحدة. يريدوا أن يقيموا خلافة وفرض معتقدهم وأنظمتهم وفقهم وإرادتهم انطلاقًا من بعض مدن أو أحياء لبنان…

كل تلك الأجنحة المسماة إسلامية والتنظيمات معروفة العناوين ستختفي مع قيام الدولة ونظام جديد للأحزاب.

لكن الطامة من جهة ثانية أن يخرج علينا بعض اليمين المتطرف ليقول لبنان للمسيحيين وأن لولاهم ما كان هناك لبنان الكبير وهذه كذبة ووهم، ويريدوا إسقاط أيضًا معتقدهم أو ثقافتهم على باقي اللبنانيين.

متى يعي ويدرك الجميع أن لبنان بلد تعددي وبلد انفتاح بلد حوار، بلد رسالة، بلد يعيش فيه مواطنوه من جميع الأديان كاننوا يهود أو مسيحي أو مسلمين أو حتى “اللا دينيين” منهم، فالقانون والدستور هو فقط الحكم، ولا أحد يستطيع أن يسقط على هذا البلد رؤيته الخاصة ومعتقده ولا يمكن أن يحقق رؤيته أو معتقده خارج إطار احترام سيادة ودستور البلد وأن رؤيته الملائكية لا تصلح للبلد ولا يظن أن معتقده أفضل من معتقد غيره…

متى نعمل ليكون بلدنا أولوية ونؤمن بالتقدم والعلم والتطور وبناء الإنسان أولاً والحجر ثانياً، حينها نستطيع أن نخدم الإنسانية بكل معتقداتها. أما إيمانك الديني فهو شأنك وحريتك الخاصة تنتهي مع بداية حرية الآخرين.

متى نعلم أن رفع مستوى البلد والوطن هو لخدمته، بذلك يحقق النهوض ونحقق أن لبنان لؤلؤة في الشرق تنير للغرب وتستقطب كل التلاقي والتقدم والسلام وليكون فعلاً لبنان بلد الرسالة، رسالة السلام.

اخترنا لك