سبعة وستون

بقلم غسان صليبي

لا ليس نصا
عن نكسة ال٦٧،
بل عن عمري اليوم،
عمرٌ لم يعرف نكسة
بالمعنى الكارثي للكلمة،
بل انتكاسات واستنهاضات.
آخر الانتكاسات
كان منذ شهرين،
فقد تجمعت عليّ
الضغوطات الحياتية
والانكسافات الصداقاتية
والمرض العابر
وتروما الحرب العائدة
وانسداد الأفق الوطني،
لتشعرني
بأنني تعبت
من أن اكون نفسي
دائما وابدا،
فواجهت الأحباط والقلق،
لكني عدت واستنهضت نفسي
مرة أخرى
معلنا لها وللآخرين،
بأنني لن اعيش الا حقيقتي.
،٦٧
الرقم ٧ والرقم ٦
يلتقيان مجدداً
في حياتي،
اول مرة عند ولادتي
فقد ولدت يوم ٦ من الشهر ٧
سنة ١٩٥٧،
بعد ان خرجت من رحم والدتي
بعد ٧ أشهر فقط
من الحمل.
،٦٧
أليس مبدعاً هذا الرقم،
فمع انه يشير إلى عدد السنوات
التي مرت في حياتي،
الّا انه يجمع أيضاً
شهر الولادة بتاريخ يومها
بفترة الحمل،
وكأنه يدعوني
الى ولادة جديدة،
فيها كما الاولى
مجازفة وتحدي
البقاء حياً
ومتابعة النمو.
،٦٧
لطيف هذا الرقم،
فمع انه أقرب الى السبعين
منه الى الستين،
هناك توافق مشكور
في اوساط الرأي العام
على الاستمرار في اعتباري ستيني!
أحببت عمر الستين،
فقد كان سلسلة من الولادات
اسعدتني
واستثمرتُ فيها طاقاتي
وطوّرتها
في العلاقات الانسانية والفكر،
فأصدرت ٧ كتب
بمواضيع متنوعة،
وربما تمكنت
من اصدار أكثر.

عمر الستين كان حتى الآن
رحلة تسكع
مترافقة مع الاستمرار بالعمل
بحثاً وتدريباً،
اتمنى ان تتواصل
في عمر السبعين،
رغم المآسي والاختناقات المحيطة.

فقد عوّدني الرقم ٧
أن يترافق مع الرقم ٦،
وهما اصلا
متعاقبان مترافقان ابداً
كأرقام،
فلمَ لا كنمط عيش؟
اجدني
في عمر الستين
وعلى مشارف السبعين،
امتهن اللعب بالارقام
لإستيلاد معنى ورسم افق
لحياةٍ في وطن،
لم يغادر فيها اليوم البارحة
بحجة الطائفة والدين،
وطُرد منها الغد
بقوة السلاح.

اخترنا لك