سامي الجواد : تحديات الحوار مع بعض الملحدين

رصد بوابة بيروت

كتب سامي الجواد عن تجربته في الحوار مع بعض الملحدين قائلاً : يأخذك بعض الملحدين، لا سيما النخبة منهم ذوو الثقافة الواسعة والإطلاع العميق في الدين الذي ينكرونه، إلى حوار معه، مع نفسك، مع دينك، مع آخرين يشبهونك وآخرين لا يشبهونك. يرتقي هذا الحوار ليصل إلى المسلمات أحيانًا، فينتهي بتأكيد يقينيتها أو باستمرار البحث حولها، أو بوسمها بإشكالية آنية تدفعك للبحث والتبحر حتى إشعار آخر.

وأشار الجواد إلى أن هناك عددًا غير يسير من جمهور الإلحاد الذي يفوق جهله بمعنى كلماته، جهله بالصرف والنحو، فيستسهل أول ما يستسهل نقض – وليس نقد – بعض آيات القرآن التي يحتاج تفسيرها لغويًا إلى علم عالم أو متعلم في الحد الأدنى. يتبين من فداحة أخطائهم أنهم واحد من ثلاث:

1. حاقد على الدين جراء حقده على المتدينين، حقد شخصي أو سياسي لا يؤدي إلا إلى الحقد.

2. ناكر للدين تفلتا من بعض التزاماته التي قد تكون اجتماعية أحيانًا وسلوكية فردية أحيانًا أخرى وأخلاقية في معظم الأحوال.

3. باحث عن واحة يتناقض فيها مع مجتمع لم يحسن التصالح معه لنقص يعيشه أو يفترضه.

أما أولئك الذين يشذون عن المؤمنين فلهم بحث أوسع ومقال ألذع، وللحديث صلة.

يقدم الجواد من خلال كتاباته رؤية نقدية عميقة حول الحوار مع الملحدين، مميزًا بين النخبة المثقفة منهم وجمهور يتسم بسطحية النقاشات وافتقارها للعمق العلمي. يشير الجواد إلى أن بعض هؤلاء الملحدين قد يكون دافعهم الحقد الشخصي أو السياسي، أو الرغبة في التملص من التزامات دينية، أو البحث عن هوية تتناقض مع المجتمع الذي يعجزون عن التصالح معه.

يتضح من هذا الطرح أن الحوار الديني، سواء كان مع ملحدين أو مؤمنين، يجب أن يتم بعمق فكري وإدراك لغوي، بعيدًا عن الأهواء الشخصية والأحقاد. ولعل هذا الحوار، عندما يُدار بشكل نزيه وعلمي، يمكن أن يقود إلى فهم أعمق وأكثر شمولية للعقائد والمسلمات، مما يسهم في تعزيز التسامح والتفاهم بين مختلف الأطياف الفكرية.

وللحديث بقية، فقد تكون هناك حاجة لمزيد من البحث والتأمل في كيفية إدارة هذه الحوارات بشكل يعزز من قيم المعرفة والاحترام المتبادل.

اخترنا لك