نور القمر إن حكى

بقلم غسان صليبي

القمر بنوره
رفيق العشاق
وملهم الشعراء
ومرشد السائرين
في عتمة الليل.

يفقد القمر
كل جاذبيته
بدون نوره،
لكن نوره ليس منه
بل من الشمس.

كل اهميته
كل وظيفته
بالنسبة لبني البشر،
يستمدها
من خارجه.

لا يُحرَج القمر
بهذا الواقع
ولا يخجل
من ضعف موارده،
فيطل على البشر
بكل ثقة
وبابتسامة دائمة،
ويوزّع النور
الذي يستعيره من الشمس
على كل البشر
دون استثناء.

مع انهم
باتوا يعرفون
مصدر نوره
بعد تطور العلوم الفلكية،
لم يتغيّر موقف البشر
تجاه القمر.

حب البشر
للقمر
غير مشروط
بمصدر نوره،
هم يحبونه
على تعامله معهم
وليس على صفة
وُلدت معه.

يا ليت حب البشر
لبعضهم
يتأثر بنموذج الحب
بينهم وبين القمر،
فيتبادلون
ما وصل اليهم من خيرات
من خارجهم،
ولا يحاسبون
بعضهم البعض
على صفات وُلدت معهم،
بل على المعاملة.

يا ليتهم يفهمون
أن نورهم
لا ينبع من داخلهم
فحسب،
بل من انتمائهم
الى كون وإلى مجتمع
كل عناصرهما
في تفاعل دائم،
وكل عنصر
مدين للآخر.

اخترنا لك