الغائب عذره معه
حرفياً، هذا المثل طُبّق عندما نجح طلاب امتحانات البكالوريا الرسمية الفنية رغم غيابهم عن الامتحانات !
كتب ابراهيم مزبودي
في حادثة مثيرة للجدل، نجح طلاب في امتحانات البكالوريا الرسمية الفنية رغم غيابهم عن الامتحانات. هذه الواقعة تطرح العديد من التساؤلات حول إدارة وشفافية نظام التعليم المهني والتقني في لبنان.
هنادي برّي، المديرة العامة للتعليم المهني والتقني، عُيّنت في منصبها بصفقة سياسية بين حركة أمل والتيار الوطني الحر. الاتفاق تضمن تعيين هنادي برّي، شقيقة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، مقابل منح رئاسة الاتحاد العمالي العام لجبران باسيل.
نبيه برّي، الذي يحكم لبنان منذ 32 عامًا خلال سبع ولايات متتالية للمجلس النيابي من 1992 إلى اليوم، عين أفراد عائلته في مناصب حكومية مؤثرة. أخاه محمود برّي مستشارًا لرئيس مجلس النواب، ابنته فرح برّي سفيرة لبنان في قطر، وعبد الله برّي يدير إمبراطورية اقتصادية للعائلة.
الحديث عن تزوير نتائج الامتحانات الرسمية ليس جديدًا، بل تكرّر في الآونة الأخيرة. تُتهم بعض الجهات بتسهيل الغش وإدخال حلول الامتحانات للطلاب ذوي “الواسطة القوية”. كذلك، تنتشر شائعات عن شراء الشهادات الجامعية من بعض الجامعات اللبنانية. هؤلاء الحاصلون على الشهادات المفبركة يستخدمونها للحصول على وظائف حكومية ومناصب رسمية. شكاوى وتقارير الفساد غالبًا ما تُدفن في أدراج وزارة التربية والتعليم، مع الأمل بأن يتم يومًا ما محاسبة المسؤولين والعمل على مكافحة الفساد.
هل ما حدث خطأ في نظام البيانات، أم أنه يعكس واقعًا مظلمًا ظهر إلى العلن بالصدفة؟ المواطن البسيط يستحق إجابة واضحة عن كيفية حدوث مثل هذه الانتهاكات وما إذا كانت هناك نية حقيقية لمحاسبة المتورطين.