نتنياهو يتجاوز تشرشل بخطابه الرابع أمام الكونغرس : هجوم على إيران، تأكيد القدس عاصمة للكيان، وتجاهل حقوق الفلسطينيين

خاص بوابة بيروت

في خطابه الرابع أمام الكونغرس الأميركي، تجاوز رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الأسبق لبريطانيا ونستون تشرشل في عدد الخطابات التي ألقاها أمام المشرعين الأميركيين. استغل نتنياهو هذا المنبر لجمع بين استدرار العواطف وادعاء القوة، بهدف كسب ود الرأي العام السياسي والشعبي في الولايات المتحدة.

بفهم عميق لما يثير مشاعر الأميركيين، لم يتوانَ نتنياهو عن استخدام الأكاذيب والمبالغات وتشويه الحقائق، معتقداً أنها ستنجح في التأثير على الرأي العام وإرضاء أعضاء الكونغرس المؤيدين له.

تجنب نتنياهو تماماً أي انتقاد للعلاقات المتوترة مع الإدارة الأميركية الحالية، واختار بدلاً من ذلك مدح الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، متجاهلاً تماماً نائبة الرئيس كمالا هاريس التي قاطعت الخطاب.

ركز نتنياهو هجومه على إيران، معتبراً إياها مصدر كل الشرور في المنطقة. وبهذا، طبق قاعدة دعائية تعتمد على تركيز العدو في شخص أو كيان واحد، مجسداً إيران كالعنصر المركزي للتهديد، ومعتبراً أن القوى المسلحة في المنطقة ليست سوى توابع لإيران.

أعلن نتنياهو عن رؤيته لمستقبل غزة، التي تتضمن تنصيب سلطة فلسطينية منزوعة السلاح وغير معادية للكيان الصهيوني. ورغم أن هذا الهدف يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي، إلا أنه يشير إلى استمرار الحروب ضد غزة لتحقيق هذه الرؤية.

أكد نتنياهو على ضم القدس واعتبارها عاصمة للكيان، رافضاً بذلك الحقوق الفلسطينية فيها. كما لم يذكر أبداً الدولة الفلسطينية أو حل الدولتين، متجاهلاً المطالب الدولية، بما في ذلك الأميركية، لتسوية القضية الفلسطينية من خلال هذا الحل.

ألمح نتنياهو إلى تصوره لتحالف شرق أوسطي، يمكن فهمه على أنه مع دول عربية. ولم يتضح ما إذا كان هذا التحالف مجرد فكرة أم أنه قيد التنفيذ في خضم الحرب الحالية.

لم يتحدث نتنياهو كثيراً عن فرص الحرب مع “حزب الله”، مكتفياً بالحديث عن التزامه بإعادة سكان شمال فلسطين المحتلة إلى مساكنهم.

قارن نتنياهو نفسه بتشرشل، مقدماً رمزية بطولية لشخصه، وطالب بالحصول على السلاح لتعزيز موقفه.

هاجم نتنياهو المتظاهرين الأميركيين ضد الحرب، واعتبرهم معادين للسامية، مفتتحاً بذلك حملة ممكنة ضدهم.

ليس من المتوقع أن يمر هذا الخطاب دون نقد، كما كان الحال في السابق، حيث تغير السياق وأصبح نقد الكيان الصهيوني شائعاً في أميركا. يكفي أن نحو 90 نائباً تغيبوا عن الخطاب، بينهم قيادات في الحزب الديمقراطي.

اخترنا لك