جورج نادر : هناك شبكة عملاء لم يستطع “حزب الله” أكتشافها حتى اليوم
اغتيال إسماعيل هنية يشكل تهديد مباشر إلى إيران
خاص بوابة بيروت
تحدث العميد الركن جورج نادر، مؤكدًا على تصريحاته السابقة بشأن استبعاد إمكانية دخول العدو الصهيوني بريًا، مشيرًا إلى استمرار العدو في تنفيذ الاستهدافات الفردية للمسؤولين الأمنيين باستخدام الطائرات المسيّرة. وعلق نادر على الحادث الذي وقع في الضاحية الجنوبية أمس، موضحًا أن العدو استخدم الطيران الحربي لدعم العملية ولضمان القضاء على الهدف نظرًا لتعقيدات المنطقة المستهدفة، بما في ذلك المباني المتصلة والظروف الجغرافية المعقدة.
وأشار نادر إلى أن هذا النهج يختلف بشكل واضح عن الاستهدافات السابقة التي طالت المناطق النائية أو المركبات، والتي استهدفت مسؤولين عسكريين في جنوب لبنان والبقاع. وأكد أن الوضع الحالي يعكس تصعيدًا في استراتيجيات الاستهداف، حيث يسعى العدو إلى تعقيد العمليات الأمنية واللوجستية للجهات المستهدفة، مما يعكس تغييرات ملحوظة في الأساليب المستخدمة.
وفي حديث خاص لـ “بوابة بيروت”، أضاف نادر أن اغتيال إسماعيل هنية في طهران يمثل استهدافًا مركزيًا لحركة حماس، ويشكل رسالة مباشرة إلى إيران وتحذيرًا من أي محاولة تمادٍ من قبلها. وأكد أن استهداف القائد العسكري فؤاد شكر يُعتبر إنجازًا عسكريًا أكثر أهمية نظرًا للدور البارز الذي كان يضطلع به، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية كانت قد رصدت مكافأة مالية كبيرة لمن يقدم معلومات تكشف عن مكان تواجده أو تساعد في القضاء عليه.
وأدان العميد الركن جورج نادر الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيراً إلى أن هذا الاستهداف شكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين وهدد حياة المرضى في مستشفى بهمن المجاور للمبنى المستهدف. وأكد نادر أن الهدف الرئيسي من الهجوم كان القائد العسكري، ما ينذر بإمكانية رد من “حزب الله” يتناسب مع مستوى الهجوم.
وأشار نادر إلى أن الرد المحتمل قد يتضمن استهداف منشآت عسكرية في الأراضي المحتلة. وأضاف أن العدو اتبع سياسة التضليل بعد حادثة الجولان، حيث اتهم علي يحيى بالعملية، في محاولة لتشويه الحقائق وإخفاء أهدافه الحقيقية. كما لفت نادر إلى أن عملية الاستهداف ضد فؤاد شكر كانت بمثابة إرضاء للإدارة الأميركية التي رصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار للإدلاء بمعلومات عنه، وذلك بتهمة تفجير مبنى المارينز، وهي تهمة لم تثبت صحتها حتى الآن، ولم يكن شكر معروفًا على نطاق واسع طوال هذه السنوات. هذه النتيجة تؤكد أن هناك شبكة عملاء قد اخترقت أجهزة الفصائل الأمنية، واستغلها العدو للوصول إلى القيادات العليا في “حزب الله”. وقد استخدم العدو تقنيات متقدمة وسرية لتنفيذ عملياته، والتي لم يكشف عنها حتى الآن، ولم يتمكن “حزب الله” من التصدي لها أو التملص منها حتى اليوم.
وختم نادر مشددًا على ضرورة إخراج لبنان من هذا الخطر قبل فوات الأوان. وأكد على أهمية حماية ما تبقى من البلاد، مشيرًا إلى أن الخسائر البشرية اليومية تدمي قلوب الجميع. وأضاف أن استمرار سياسة الاستنزاف الحالية قد تقود البلاد إلى نتائج كارثية، مما يستدعي التحرك الدولي السريع والضغط على جميع الأطراف لتجنب المزيد من التصعيد.