اني أتّهم الصاروخ

بقلم غسان صليبي

هذه ليست مزحة
ولا محاولة مني
لتجنب اتهام احد الطرفين
إسرائيل او حزب الله،
بإطلاق الصاروخ على مجدل شمس
والتسبب بعدد كبير من القتلى والجرحى
معظمهم من الأولاد
كانوا يشاركون في مباراة لكرة القدم.

فلنعترف:
الحرب،
كل حرب،
تقوم على قتل المدنيين العزّل
من الطرفين،
بعدد اكبر بكثير
من المقاتلين.

قتل المدنيين
يعطي معنى للحرب
التى تفتقد الى معنى انساني يبررها،
اذ يؤنسن قتل المدنيين الحرب
بالدماء والدموع والآلام،
فيما الدافع اليها
الاستيلاء على المادة،
المال والأرض والثروات الطبيعية،
وإخضاع الإنسان بواسطتها.

قتل المدنيين
يساعد أيضا في تبرير استمرار الحرب،
بإسم الدفاع او الانتقام
للقيم الانسانية المنتهكة،
في حين ان شرط قيام الحرب
هو بحد ذاته
انتهاك للقيم الانسانية العليا:
الحق بالحياة وبالحرية وبالعيش بسلام.

لا حاجة للتوقف
عند تباكي إسرائيل على قتل المدنيين،
هي التي تشن حرب ابادة
على المدنيين الفلسطينيين في غزة
منذ تسعة أشهر،
وما تباكيها الا للتحجج
بقتل المدنيين،
من أجل الاعتداء
على حزب الله ولبنان.

اما عن مسؤولية حزب الله
المتهم بإطلاق الصاروخ،
فهو تبرأ من هذه التهمة،
لكن قصفه من وقت الى آخر للجولان المحتل
وتسببه بقتل مدنيين سابقا
بشكل مباشر او غير مباشر،
في حروب إسرائيل ولبنان وسوريا،
لا ينفي عنه التهمة بشكل مطلق
حتى ولو كان الصاروخ قد سقط
عن طريق الخطأ.

وبعد
ماذا يفيد
قتلى وجرحى مجدل شمس
اذا كان من اعتدى عليهم حزب الله او إسرائيل؟

أكرر للمرة الالف
أن السلاح
لا يقتل العدو فقط
بل يقتل صاحبه أيضا
لأنه يحل محله،
لذلك تجدني اتهم الصاروخ
ومن خلاله كل أنواع السلاح.

بإسم جميع المدنيين
ضحايا الحروب ووقودها،
اقول بصوت عالٍ
“اللعنة على السلاح.”

اخترنا لك