علاقة وارتباط ميليشيا “حزب الله” وتقاسم الدولة

كتب ميراز الجندي

السنة الرابعة على تفجير ‎مرفأ بيروت في ‎٤ آب ٢٠٢٠
خاص بوابة بيروت – مشروع ذاكرة تحية لروح علي إسماعيل

تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020 كان لحظة فارقة في تاريخ لبنان، إذ أسفر عن دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

أما الشق الإنساني لهذا الحدث المأساوي فلم يمتد فقط إلى الأرواح التي فقدت، بل إلى الآلاف الذين فقدوا منازلهم، عائلاتهم، ومصادر دخلهم. كانت الصور التي تم تداولها للأشخاص المصابين والمكسورين والمشردين تؤكد على حجم الكارثة الإنسانية. الانفجار أثر على الصحة النفسية للكثيرين، مما أدى إلى زيادة القلق والاكتئاب في ظل الصدمة النفسية الهائلة التي خلفها الحادث.

ومع مرور الوقت، بدأت التحقيقات والتحليلات في الأسباب والعوامل التي أدت إلى هذه الكارثة الوطنية. تبرز في هذا السياق علاقة ميليشيا الحرس الثوري فرع لبنان وتأثيرها على مؤسسات الدولة وسيادتها. التحقيقات الإعلامية أظهرت أن السبب هو تراكم نترات الأمونيوم في مستودعات المرفأ، وهي مادة كيميائية خطيرة كانت مخزنة منذ سنوات دون الالتزام بالإجراءات الأمنية اللازمة. ومع ذلك، استكمال التحقيقات مجمد بفعل غطرسة منظومة الحكم وعلى رأسها ميليشيا الحرس الثوري فرع لبنان.

حتى الآن لم نجد أحدًا يتحمل المسؤولية أو توجه إليه تهمة رسمية. هل السبب هو لحام في العنبر رقم 12 أو قصف من مسيرة صهيونية ؟ الأسئلة لا تزال قائمة، ودائمًا ما توجه الأنظار عند أي حدث أمني إلى العدو. ولكن هذه المرة، كان هناك صمت حول الأمر، وتم كم أفواه وقتل مصورين وأشخاص قد يمتلكون معلومات، وتم تغيير محققين، وكل ذلك يؤكد الارتباط الوثيق للحزب وحلفائه.

بعد أربع سنوات من الكارثة، استخدم الذكاء الاصطناعي لتقدير ورفع حجم الأضرار ومحاكاة أمور أمان أو أساليب ممكن اتباعها. لكن هناك استغباء بشري بحق اللبنانيين. بعيدًا عن السياسة والكآبة، أكد المجتمع اللبناني تضامنه. سرعان ما تجلى بتضامن دولي مع مساعدات الطوارئ التي وصلت من مختلف أنحاء العالم، ومع ذلك، فإن التحديات كانت ضخمة ولن تنتهي آثارها لعدة أجيال.

تطوع الكثيرون لتقديم المساعدة في إزالة الأنقاض وتقديم المأكولات والإسكان المؤقت للمتضررين. هذا التعاطف الجماعي والمساعدة المتبادلة أشار إلى الروابط الاجتماعية القوية داخل المجتمع اللبناني. رغم الصعوبات الكبيرة، لم يفقد الناس الأمل في إعادة بناء ما دمر مع شبه غياب الدولة ومؤسساتها التي يسيطر عليها منظومة المال ويحميها السلاح.

للأسف، هذا التضامن والغضب لم يترجم فعليًا في تغيير هذه المنظومة عبر الانتخابات. بشكل عام، كان تفجير مرفأ بيروت ليس فقط كارثة مادية، بل كان له أيضًا أثر عميق على النواحي الإنسانية والاجتماعية والنفسية للمجتمع اللبناني. يبرز هذا الحاجة المستمرة إلى الدعم والمساعدة وإعادة البناء المستدام للبنية التحتية والمجتمعات المتأثرة، لكن لا جدوى لأي أمر دون اقتلاع منظومة الحكم وسحب السلاح الذي يحميها.

ولا يمكن أن نستمر في البكاء وطلب المساعدات دون أن نساعد أنفسنا. فالتغيير بأيدينا مهما التفت هذه المنظومة عبر أدواتها ترهيبًا أو ترغيبًا. لا المجتمع الدولي برنجي ولا الميليشيات بديل عن بناء الدولة والمؤسسات.

السؤال الأخير… فهل سيساعد اللبنانيون أنفسهم ويقدمون على التغيير والاستمرار في الانتفاضة والثورة ولو بأسلوب جديد؟

اخترنا لك