الحزب لم يستشر الدولة في الحرب… وأوكل اليها وقفها ؟

كتبت لارا يزبك

خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري بدر عبد العاطي في القاهرة الاثنين، طالب وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، لافتا إلى أن الخطوة الأولى باتجاه وقف التصعيد تتم عبر وقف العدوان الإسرائيلي في غزة… بدوره، أشار عبد العاطي إلى أن الظرف الإقليمي معقد وبالغ الخطورة، مشددا على أن مصر تدين الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان لاسيما القصف على الضاحية الجنوبية ونحن كقيادة وحكومة وشعب متضامنون مع لبنان وشعبه. واذ دعا كافة أطراف الصراع لتجنب الانزلاق في حرب إقليمية شاملة، مشيرا إلى أن السياسات التصعيدية لن تؤدي إلا إلى مزيد من العنف، أكد دعم مصر الكامل لتنفيذ القرار 1701، مشددا على ضرورة التنفيذ الفوري لهذا القرار بشكل كامل من جانب كافة الأطراف المعنية.

قبل توجهه الى مصر، كان بوحبيب يستقبل في بيروت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هنيس- بلاسخارت وقد تباحث معها في تطورات الأوضاع الأخيرة والتصعيد الإسرائيلي الخطير بعد استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت. وشدد الوزير على ضرورة أن تكثف الأمم المتحدة جهودها لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وتجنّيب المنطقة الانزلاق في دوامة ردود انتقامية قد يؤدي خروجها عن السيطرة الى اندلاع حرب إقليمية شاملة. كما كرر بوحبيب تمسك لبنان بالتطبيق الشامل والكامل للقرار ١٧٠١ باعتباره الحل الوحيد لعودة الهدوء الى جنوب لبنان. وكانت الدبلوماسية الأممية دعت، في لقائها الأخير منذ أيام مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي، الى التهدئة على كافة الجبهات، وطالبت الجميع بالالتزام بتطبيق القرار 1701 الذي هو الحل الوحيد لحل النزاع القائم.

“اللازمة” التي تتكرر في كل المواقف الدولية التي تتطرق الى الوضع الميداني اللبناني، هي “تطبيق القرار 1701″، وما قاله عبد العاطي وبلاسخارت ليس الا عينة عن سيل من المناشدات الدولية، العربية والغربية، التي استعجلت بيروت ولا تزال، منذ 8 تشرين الماضي، التقيد بالقرار الدولي وتنفيذه.

في المقابل، لبنان الرسمي منذ اللحظة الأولى، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، أعلن عجزه عن فرض سيادته على أراضيه وعن فرض هيبته على حزب الله، بإقرارِ رئيس حكومته نجيب ميقاتي ان قرار الحرب والسلم ليس في يده، وتسليمِه بالأمر الواقع هذا.

اليوم، ها هي الدبلوماسية اللبنانية، امام خطر الحرب الشاملة التي تتهدد لبنان وبعد ان بلغت الصواريخ الإسرائيلية قلب العاصمة بضرب الضاحية الجنوبية لبيروت، تعود لترفع لواء تطبيق القرار، وقد تمسك بوحبيب به خلال سلسلة اتصالات تلقاها من دبلوماسيين أجانب امس. كما ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، المكلّف من حزب الله مفاوضة الوسطاء، لا ينفك يؤكد ان يجب تنفيذ الـ1701 مع تشديده على التزام إسرائيل بمندرجاته أيضا..

والسيناريو الأفضل بالنسبة الى الثنائي الشيعي اليوم، والذي يتطلع الى الوصول اليه هو “العودة الى الـ1701” وفق الصيغة التي كانت قائمة حتى 8 تشرين، من دون أي تعديل او تغيير.. ويبدو وفق المصادر، ان الثنائي قرر ان يوكل الى بوحبيب مهمةَ المطالبة بهذا “الحل” في لقاءاته الخارجية، بعيدا من أي تسوياتٍ تعمل واشنطن او سواها على ايجادها للواقع الحدودي الآن.

عليه، السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا ترضى الدولة اللبنانية بأن يتجاوزها الحزبُ في القرارات المصيرية ويعودَ اليها للخروج من مأزقه، وهو ما حصل اثر حرب تموز 2006، ويحصل اليوم؟ وأيضا، لماذا تخوين كل مَن طالب بتطبيق هذا القرار على مر الأشهر الماضية ؟

اخترنا لك