قضاء على مَن ؟

كتب ميراز الجندي

لقد عميت العيون وتمت تصفية الأشخاص جسدياً، ولم تتوقف رسائل الدم يوماً من منظومة السلاح. كشف آلاف من ملفات الفساد وتفجير مرفأ بيروت الذي دمر المدينة بأكملها، بالإضافة إلى تجفيف الخزينة عبر التهريب وسياسة الدعم الكاذبة. ومع ذلك، لم نشهد أي تحرك جدي وفعال من القضاء.

إذا انتقد ناشط أو إعلامي أو محامي هذه الأمور واستخدم بعض المصطلحات التي تعكس واقع الشارع، يتم تسليط سيف القضاء والأمن على رقبته بذريعة أن تلك المصطلحات تعتبر تحقيراً أو قدحاً أو ذماً. كأننا نعيش في معسكر أو تحت نظام توتاليتاري.

تشكيلات قضائية تم تفريغها وتعطيلها، وتم كف يد القضاء عن العديد من الملفات عبر تمييع القضايا. بعض تصرفات المنظومة يجب أن تُصنف في خانة الخيانة العظمى.

كنت أتمنى أن أرى ثورة داخل الجسم القضائي ضد المنظومة السياسية لتأكيد استقلالية السلطة القضائية وأهمية العدل والحق. نريد أن نعيش في واقع تكون فيه القوة للحق، لا أن يكون الحق للقوة.

ابتعدوا بالسياسة عن القضاء… عودوا إلى رشدكم قبل أن يأتي يوم تشخص فيه الأبصار.

اخترنا لك