خطف القضية الفلسطينية

كتب داود الشريان
@alshiriandawood

سعت اسرائيل الى الإبقاء على استقرار هش مع الفلسطينيين، يسمح لها بشن حروب إبادة للمدنيين، والاستيلاء على مزيدا من الأرض.

وفي كل حرب تجعل من قف إطلاق النار الهدف الأسمى لإحلال السلام، من دون ضمانات او التزامات.

بقيت دوامة إطلاق النار ووقفه مستمرة منذ حرب أكتوبر عام 1973، التي أفضت الى بناء هيكل سلام وهمي مع العرب، على الرغم من تطبيع 6 عواصم عربية علاقاتها مع الدولة العبرية، فضلا عن تطبيع السلطة الفلسطينية، وتوليها مهمة التنسيق الأمني مع إسرائيل.

استثمرت ايران هذه الدوامة، جعلت منها وسيلة لخطف قضية فلسطين، وتحويلها الى شعار سياسي مصطنع، يشبه موقف ‎طهران من القضية، ويكرس دور مليشياتها في المنطقة، التي روجت للمذهبية بين العرب، واستبدلت العسكرة بالتنمية ، واصبحت بديلا من الحكومة في دول عربية.

الخروج من هذه الدوامة، التي أفرطت في قتل وتهجير الفلسطينيين، ويسرت مشروع التخادم الإيراني الاسرائيلي، بحاجة الى أدارة سياسية مختلفة، تعاود رسم مسار التطبيع. وتنقله من مجرد عربة فارغة في قطار السلام الى محطة نهائية له، تصل الى دولتين، دولة فلسطينية، وأخرى إسرائيلية.

هذا تصور الأمير ‎محمد بن سلمان الراهن للحل، وهو يسعى اليوم الى ادراج مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية، لكن رؤية الأمير تواجه، بين فترة وأخرى، حملات تشويه للمسار وصاحبه، كان اخرها تقرير موقع “بوليتيكو ” الاميركي، في محاولة للإبقاء على هذه الدوامة المروعة، لاستكمال ترسيخ حكم المليشيات في المنطقة، وهدم مفهوم الدولة العربية .

اخترنا لك