وكالات
بدأت في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الخميس، الجولة الحاسمة من المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار واستعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، فيما تترقب المنطقة ما ستسفر عنه هذه الجولة التي وصفت بأنها «فرصة أخيرة» و«لحظة حاسمة».
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة بشأن قطاع غزة مستمرة، مشيراً إلى أن حركة «حماس» ممثلة في محادثات الدوحة عبر الوسطاء المصريين والقطريين. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن هناك «اتفاقاً واسعاً على الخطوط العريضة لما حدده بايدن في أيار، وهناك فجوات تحتاج إلى المعالجة»، لافتة إلى أننا «نركز على محاولة التوصل إلى قرار يسمح بوقف القتال في غزة»، فيما اعتبر البيت الأبيض أن الجولة الجديدة، حققت «بداية مشجعة»، من دون أن يتوقع التوصل إلى اتفاق سريع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن «البداية مشجّعة»، مؤكداً أن المباحثات انطلقت في وقت سابق بالعاصمة القطرية، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه» وليام بيرنز، بينما يمثّل مصر رئيس الاستخبارات العامة عباس كامل، ويمثل قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء وزير الخارجية، في حين يرأس الوفد الإسرائيلي رئيسا «الموساد» ديفيد برنياع و«الشاباك» رونين بار، وممثّل الجيش نتسان ألوني، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة أوفير فليك.
وتوقع كيربي أن تتواصل المباحثات اليوم الجمعة. وأوضح «هذا عمل محوري. يمكن تجاوز العقبات المتبقية، وعلينا أن نوصل هذه العملية إلى خاتمتها».
وتابع «علينا أن نرى الرهائن وقد تمّ الإفراج عنهم، ومساعدات للمدنيين الفلسطينيين في غزة، والأمن لإسرائيل، وتوترات أقل في المنطقة، وعلينا أن نرى هذه الأمور في أقرب وقت ممكن».
وتجري المفاوضات على أساس مقترح قدمه بايدن في 31 أيار/مايو، ويرتكز على وقف النار لستة أسابيع في مرحلة أولى، والإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين.
وقلل كيربي من إعلان حركة «حماس» عدم حضور محادثات الدوحة، مشيراً إلى أن الأمور تسير بشكل مشابه لجولات المفاوضات السابقة.
إلى ذلك، نقل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، رسالة إلى لبنان تحمل دعوة لتخفيف حِدة التصعيد، بموازاة الدعم الفرنسي لعمل قوات «اليونيفل»، وتجديد ولايتها لمدة الـ12 شهراً المقبلة، مقدِّراً، في الوقت نفسه، «ضبط النفس».
واستهلّ سيجورنيه زيارته للمنطقة بلقاءات مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، والبرلمان نبيه بري، على أن يزور عواصم إقليمية أخرى. وجدّد الوزير سيجورنيه، خلال لقائه ميقاتي، «تأكيد دعم فرنسا للبنان، ووقوفها إلى جانبه، وثقتها به»، وتمنّى «استمرار عدم التصعيد من الجانب اللبناني»، مقدِّراً «ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة».
واعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أمس الخميس، أن المباحثات في قطر حول هدنة في غزة تشكّل «لحظة حاسمة للاستقرار العالمي قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط».
وقال لامي في بيان: «نمر بلحظة حاسمة بالنسبة للاستقرار العالمي. الساعات والأيام المقبلة قد تحدد مستقبل الشرق الأوسط. ولهذا السبب فإننا اليوم وكل يوم نحث شركاءنا في المنطقة على اختيار السلام».
واعتبرت صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية أن التوصل إلى اتفاق يعد فرصة كبرى أمام إسرائيل لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، وإنعاش الاقتصاد، كما أنه طوق نجاة مؤقت لحركة «حماس».
وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يطرح الوفد الإسرائيلي خلال المفاوضات، بعض نقاط الخلاف الرئيسية وأهمها عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى.
وفي تصريحات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أكد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل حققت كل ما تستطيع تحقيقه على الصعيد العسكري في غزة، لكنها لن تتمكن من استعادة الأسرى عسكرياً لأن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
وشدد المسئولون على أن الجيش الإسرائيلي ألحق ضرراً كبيراً بحركة «حماس»، لكنه لن يكون قادراً أبداً على القضاء على الحركة بشكل تام، في حين أن القصف المستمر لا يؤدى إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين.