كتب خالد ممتاز
بما أن جواد نصرالله رد على تعليقي المهذب الذي لا يحمل تجريحاً ولا سباباً ولا شتماً بإطلاق وابل من الشتائم عبر الذباب الإلكتروني الذي يديره، سأعطيكم رأيي الجدي “الذي كنت أريد الاحتفاظ به لنفسي” عن “عماد ٤”.
أولاً، إن هذا الفيديو الذي أطلقه حزب الله إنما يدل على إفلاس الحزب وعجزه عن ردع “إسرائيل”. وهو محاولة بائسة لاستعادة شيء من “الهيبة” بعد أن تعرض لضربات في عقر داره وقتل قائده العام دون أن يتمكن حتى الساعة من الرد أو رفع معنويات بيئته ومقاتليه.
ثانياً، هو محاولة فاشلة لردع “إسرائيل” التي اتخذت قرار تدمير “حزب الله” بأي ثمن كان. كما أن “عماد ٤” يعكس خوف الحزب من أن الحرب القادمة لن تدمره فقط، بل ستدمر أيضاً كل مكتسباته ومكتسبات بيئته وكل ما تم تحقيقه على مدار ٤٠ عاماً.
ثالثاً، “عماد ٤” هو خطأ استراتيجي فادح من ناحية التوقيت والمضمون. من ناحية التوقيت، كشف ما يمتلكه الحزب قبل الحرب يعتبر غير مبرر وغير مفسر، مهما حاول ضبط ما يستخرجه العدو منه. ومن ناحية المضمون، أعطى “حزب الله” تبريراً “لإسرائيل” لاستخدام قنابل الأعماق التي زودتها بها الولايات المتحدة “٧٠٠٠ قنبلة بوزن ٢٠٠٠ رطل” في أي مكان في لبنان، بما في ذلك التجمعات السكنية، بحجة الأنفاق المتشعبة والضخمة والعميقة.
كما أعطى تبريراً “لإسرائيل” للقيام بعمليات استباقية بحجة الصواريخ الضخمة التي تهدد وجودها، مما سرع من خططها وجعل لبنان هدفاً أساسياً يتقدم على غزة في سلم الأولويات.