بقلم نانسي اللقيس
في السنوات الأخيرة، أصبحت الأنفاق التي ينشئها حزب الله في لبنان موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث لا تقتصر تأثيراتها على حقوق الملكية الخاصة والأنظمة الإدارية فحسب، بل تتعداها إلى المسائل الأمنية والسياسية. هذه الأنفاق تعكس بشكل صارخ انتهاكًا للقوانين وتُبرز الوضع المقلق لحزب الله كدولة موازية داخل الدولة اللبنانية.
الأنفاق : انتهاك للملكية الخاصة
الأنفاق التي ينشئها حزب الله تُعتبر تعديًا صريحًا على الملكية الخاصة. وفقاً لقانون الملكية العقارية، تشمل الملكية الأرض وما تحتها، ويحق لمالك الأرض التصرف بها ضمن حدود القانون. إنشاء الأنفاق بطريقة غير قانونية يتجاوز هذه الحدود ويهدد سلامة الممتلكات، مما يبرز الخلل الكبير في تطبيق القانون وحماية حقوق الملكية الخاصة.
تأثير الأنفاق على الأنظمة الإدارية
إقامة الأنفاق تتعارض تماماً مع الأنظمة الإدارية التي تنظم استخدام الأراضي والبنية التحتية في لبنان. هذه الأنظمة وضعت لضمان تنظيم عادل وفعال للموارد، وخرقها من قبل حزب الله يعطل تنفيذ المشاريع العامة ويؤدي إلى فوضى إدارية. هذا الوضع يشكل تحديًا كبيرًا للسلطات المحلية ويعرقل قدرتها على فرض النظام وضمان الاستقرار.
حزب الله كدولة داخل دولة
الأمر الأكثر إزعاجًا هو الدور الذي يلعبه حزب الله كدولة داخل دولة. من خلال إنشاء الأنفاق وتوسيع نفوذه، يتجاوز حزب الله سلطات الدولة اللبنانية ويؤسس لنظام موازٍ. هذا الوضع يطرح تساؤلات حول مدى صمت الدولة اللبنانية تجاه هذه التجاوزات الكبيرة، ويشير إلى وجود خلل كبير في قدرة الدولة على تطبيق قوانينها وضمان سيادتها.
أثر الأنفاق على الأمن الوطني
الأنفاق ليست مجرد خرق قانوني، بل تشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا. فهي تُستخدم لأغراض عسكرية قد تعرض البنية التحتية والأمن الداخلي للخطر. هذا الوضع يبرز الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة هذه التهديدات وحماية السيادة الوطنية.
الاستجابة القانونية والسياسية
مع تصاعد تأثير الأنفاق على الملكية الخاصة والنظام الإداري، يتعين على السلطات اللبنانية اتخاذ خطوات حازمة لمواجهة هذه التحديات. يتطلب الأمر تنفيذ القوانين بصرامة وحماية حقوق الملكية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية لضمان استقرار النظام وإعادة فرض القانون. من الضروري أن تقوم الدولة بمراجعة سياساتها وتفعيل إجراءات فعالة لمواجهة النفوذ الموازٍ الذي يمارسه حزب الله.
في الختام تعد الأنفاق التي ينشئها حزب الله انتهاكًا صارخًا للملكية الخاصة والأنظمة الإدارية، وهي تعكس الوضع المقلق لحزب الله كدولة موازية داخل الدولة اللبنانية. معالجة هذه التهديدات تتطلب استجابة قوية من السلطات اللبنانية لضمان تطبيق القوانين وحماية استقرار البلاد. من الضروري أن تكون هناك خطوات جادة لتصحيح الوضع وتعزيز سيادة الدولة لضمان عدم التلاعب بالنظام والقانون.