كتب ميراز الجندي
بعض إعلانات الاستعطاف قد تكون كالسُم في العسل، مصممة بعناية ومعروفة خلفياتها والغرف المظلمة التي تنبع منها.
على سبيل المثال، نرى إعلانات تُظهر أطفالًا من مخيمات غزة جياعًا، مقابل إظهار ولائم لأشخاص بزي خليجي، تحديدًا سعودي. الهدف من هذا هو تشويه صورة أهل السعودية والمملكة وشيطنتهم.
لا أريد الخوض في تفاصيل غزة وحجم التناقضات والدعاية والتشويه والتقصير والتجارة بذلك.
لنركز على لبنان، حيث لا أريد إظهار صور من بيروت والشمال مقارنة مع حيث الناس في المنتجعات وعلى البحر، وبعض قرى الجنوب التي تدمرت بفعل العدوان. نجد هذه الصور ضمن المنطقة الواحدة، فبعض القرى تدمرت وأهل صور يستمتعون على الشاطئ.
هذا لا يعني أن أهل صور أو باقي اللبنانيين لا يشعرون بالحزن لمن تدمرت بيوتهم أو فقدوا أحبابهم، لكن ببساطة، الحياة تستمر بمرها وحلوها. والكثير من اللبنانيين والعرب، رغم تعاطفهم مع الضحايا والشهداء، يشعرون أنهم يُستغلون كسلعة وكبش فداء للصفوي الإيراني وتقاسمه النفوذ مع الصهيوني.
نعم، أهل السعودية وكل الدول العربية يقفون مع غزة وجنوب لبنان من منطلق إنساني أو انتماء، لكنهم غير مقتنعين بالحرب ويدركون خطر الصفوي الإيراني وخبثه، والذي لا يقل خطره عن الصهيوني رغم شعاراته.
أخيرًا، وقراءةً للواقع السياسي، وللأسف، يتبين أن أهل السنة وأغلبية اللبنانيين خيارهم لبناني لبناني، ويسعون لأفضل العلاقات مع العرب، وخاصة السعودية، ولا يريدون الانسلاخ عن الحضن العربي الداعم للبقاء الإنساني.