كتب منير الربيع
كل المؤشرات تبدو سلبية حيال الوصول إلى اتفاق في المفاوضات المرتقبة بالقاهرة، و«حزب الله» لا يبدو متفائلاً، ولا يزال يرفع معادلته المعروفة، أولاً منع حسم المعركة عسكرياً ومنع القضاء على حركة حماس، وثانياً تنفيذ ضربة قوية رداً على اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ويرفض الحزب القول إنه قبِل بتأجيل رده على اغتيال شكر بانتظار نتيجة المفاوضات، وتقول مصادر قريبة منه إنه لم يقدم أي موقف بهذا الصدد، ومسألة الرد ترتبط عنده بحسابات الميدان، وإنه لا يربط مسار الرد بمسار المفاوضات حول غزة.
وتؤكد المصادر أن الحزب لا يمكنه تحمل تكرار ما جرى في الضاحية، وسيقوم برد «قوي ومحسوب»، مشددة على أن «الرد لن يكون رمزياً، وسيحقق إصابة مباشرة، ويردع إسرائيل عن تكرار ما فعلته»، مضيفة أنه في حال أعطى الحزب مهلة لإنجاح المفاوضات فالمهلة انتهت، والمفاوضات انتهت قبل أن تبدأ.
وتشير المصادر إلى أنه في عام 2006 عندما أراد الحزب تنفيذ عملية أسر جنود إسرائيليين اتخذ القرار قبل 7 أشهر من تنفيذه، وأجرى محاولة فاشلة بمنطقة الغجر في مارس 2006، حتى تمكن من النجاح بالعملية في يوليو، وبالتالي فإن الوقت مسألة ثانوية في هذا المجال.
وتوضح أن أحد أبرز أهداف الحزب من فتح الجبهة في جنوب لبنان هو «منع القضاء على المقاومة في غزة، أي أن تبقى حماس كبنية عسكرية وبنية مقاومة، وأن يأتي الحل على حساب الحركة أو يستثنيها»، مبينة أن الحزب يريد كذلك أن تتمكن «حماس» من تكرار تجربته بعد حرب 2006، أي أن تكون قادرة على ترميم نفسها وإعادة هيكلة جسمها العسكري والحفاظ على منظومة القيادة والسيطرة بغض النظر عن القيادات التي تم اغتيالها.
وشددت على أن هذا مبدأ أساسي في هذه المعركة، ولو كان سيؤدي إلى حرب كبرى أو واسعة. يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل توسيع استهدافاتها، بعد أن نفذت مساء أمس الأول ضربات لمواقع في عمق لبنان وصولاً إلى البقاع على بعد 100 كلم من الحدود، استهدفت إحداها مخزن أسلحة صواريخ للحزب. وهذه تحمل إشارة إسرائيلية بأن تل أبيب لديها بنك أهداف واضح حول مخازن الحزب ومراكزه. ونقل الإسرائيليون تهديدات باستعدادهم لتدمير هذه المراكز والمخازن عبر ضربات استباقية.