“اقعدوا عاقلين وتأدبوا”…

كتبت سوسن مهنا
@SawsanaMehanna

منذ بداية حرب ⁧‫غزة‬⁩، ومن بعد إعلان أمين عام ⁧‫”حزب الله‬⁩” عن أن ساحة الجنوب هي جبهة إسناد، كان الرهان على أن ⁧‫رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو‬⁩ سيرتدع ويتراجع.

‏ومع تقدم المعارك، إنتقل الجيش “الإسرائيلي” من غزة إلى رفح، واليوم يعلن عن نقل قواته إلى الجبهة الشمالية أي الحدود مع ⁧‫لبنان‬⁩.

ومنذ بداية المعارك حافظ “حزب الله” على الوتيرة نفسها من القتال ولم يصب ⁧‫”إسرائيل‬⁩” بمقتل ولم يستطع لا تخويفها ولا ردعها، رغم كل التصريحات التصعيدية والتهديد عبر “الهداهد” و”عماد ٤”، وقبلها مناورة ⁧‫”سنعبر‬⁩”.

‏علماً أن “إسرائيل” استهدفت قلب الضاحية وقتلت الرجل الثاني في الحزب فؤاد شكر، وقبله صالح العاروري، والعديد من القادة الميدانيين ليسوا بأقل شاناً من شكر.

‏وصدحت حنجرة ⁧‫”نصرالله‬⁩” عبر إعلانات متكررة عن أن الرد آت لا محالة، ولم يأت ذلك الرد…

‏للتذكير بعد حادثة “الطيونة – عين الرمانة” في تشرين 2021، وعلى خلفية تنحية القاضي طارق بيطار بخصوص تفجير مرفأ بيروت، خرج نصرالله بخطاب تحذيري للداخل اللبناني معلناً عن أن حزبه لديه 100 ألف مقاتل مدربون ومجهزون في لبنان، وخاطب رئيس القوات اللبنانية حينها سمير جعجع، “أقول لحزب القوات ورئيسه : لا تخطئوا الحساب”.

‏مضيفاً : “اقعدوا عاقلين وتأدبوا”.

‏أين الـ100 ألف مقاتل، والـ100 ألف صاروخ، اليوم ؟؟؟

‏كل معادلات نصرالله التي أعلن عنها منذ عام 2006 سقطت جميعها.

‏تل أبيب مقابل الضاحية، ‏المدني مقابل المدني، حيفا وما بعد حيفا. ‏منشأة مدنية مقابل منشأة من الجانب “الإسرائيلي”،
‏كلها سقطت.

‏وهذا يضع لبنان على حافة هاوية وبمواجهة آلة الحرب “الإسرائيلية”. لا مغامرات “الحزب” تستطيع إنقاذه ولا المجتمع الدولي والذي حذر السلطات اللبنانية منذ اللحظة الأولى من مخاطر ما يفعله “حزب الله”.

‏السؤال اليوم، من عليه أن يقعد عاقلاً ؟؟

اخترنا لك