كتب عبدالعزيز طارقجي
@dr_tarakji
بيروت – غيّب الموت اليوم الرئيس الدكتور سليم الحص، المعروف بـ”ضمير لبنان”، بعد معاناة طويلة مع المرض. بوفاته، يفقد لبنان شخصية وطنية كبيرة لعبت دورًا محوريًا في إدارة شؤون البلاد في أوقات عصيبة، معتمدة على الحكمة والرصانة في كل قراراتها ومسؤولياتها الوطنية.
الدكتور سليم الحص، الذي تولّى رئاسة الوزراء في لبنان عدة مرات، كان أحد الشخصيات السياسية البارزة في تاريخ البلاد. إلى جانب دوره كرئيس للوزراء، شغل الحص عدة مناصب وزارية أخرى، منها وزارة الصناعة والنفط، الاقتصاد والتجارة، التربية، العمل، والخارجية. كما كان نائبًا عن بيروت، حيث عُرف بتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه.
حياته كانت مليئة بالعطاء، حيث تميز الحص بمواقفه الوطنية الراسخة وبقدرته على التفاوض والحوار، حتى في أحلك الظروف. كان رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، مقدماً مصلحة لبنان العليا على أي اعتبار آخر. لعب دورًا هامًا في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية، حيث ساهم في إعادة بناء الدولة اللبنانية من خلال مؤسساتها وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون.
اليوم، بخسارة هذا الرجل الطيب، يخسر لبنان رمزًا من رموزه الوطنية وشخصية تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ البلاد. رحم الله الرئيس سليم الحص وأسكنه فسيح جناته، وستظل ذكراه خالدة في قلوب كل من عرفه وأحبّه.