بقلم نانسي اللقيس
في خطابه الذي ألقاه السيد حسن نصرالله، حاول توظيف الرمزية الدينية في عملية عسكرية أطلق عليها “عملية يوم الأربعين”، وربطها بذكرى أربعينية الإمام الحسين، في محاولة لتضخيم أهمية الهجوم على قاعدة “غليلوت الصهيونية” وتقديمه كإنجاز كبير. ومع ذلك، هذه الخطوة تكشف عن توتر “حزب الله” ومحاولاته اليائسة للحفاظ على صورة المقاومة القوية، رغم التدهور الواضح في الوضع الاستراتيجي للحزب.
أولاً، تضخيم النتائج
نصرالله أشار إلى أن الحزب أطلق 340 صاروخ كاتيوشا، مستهدفًا مواقع عسكرية صهيونية، وزعم نجاحها في تجاوز القبة الحديدية. لكن استخدام هذه الصواريخ ذات الدقة المنخفضة يظهر عجز الحزب عن تنفيذ هجمات مؤثرة فعليًا على العدو. كما أن تأكيده على أن بعض المسيرات وصلت إلى أهدافها يشير إلى محاولات لإثبات نجاحات محدودة في ظل تراجع فعالية الحزب.
ثانياً، إنكار الفشل
نصرالله حاول إنكار ما أشار إليه الإعلام العبري من تدمير صواريخ استراتيجية وأماكن إطلاقها. هذا الإنكار يعكس حالة من التناقض، حيث أن إخلاء المواقع المحتملة للصواريخ من قبل الحزب يظهر أنه لم يكن قادرًا على تأمينها. كما أن الفشل الاستخباري للعدو المزعوم هو محاولة لتغطية ضعف الحزب في تحقيق أهدافه.
ثالثاً، اللعب على وتر الصمود
نصرالله أعاد تكرار الرسائل التقليدية حول صمود المقاومة وبيئتها، مشددًا على أن الرد العسكري كان كافيًا، لكنه احتفظ بحق الرد في المستقبل. هذا الخطاب يعكس عدم الثقة في فعالية العملية ومحاولة التهدئة من غضب القاعدة الشعبية للحزب، خاصة بعد فشل التوقعات بتحقيق نتائج ملموسة.
رابعاً، استغلال الدين والرموز الوطنية
الربط بين العملية وذكرى الإمام الحسين يظهر استغلال الحزب للرموز الدينية لتبرير أعماله العسكرية. هذه الاستراتيجية تهدف إلى إضفاء شرعية دينية على الأعمال العسكرية، لكنها تكشف أيضًا عن أزمة الحزب في تبرير خسائره وتدهور نفوذه.
الخلاصة…
خطاب نصرالله يعكس محاولات “حزب الله” للحفاظ على ماء الوجه بعد فشل متزايد في تحقيق أهدافه. رغم الاستعراض الإعلامي واللعب على الرمزية الدينية والوطنية، إلا أن هذه المحاولات تكشف عن ضعف الحزب الاستراتيجي وعجزه عن التأثير الفعلي على الساحة الإقليمية.