كتب داود رمال
في فجر يوم أمس الأحد، نفذ ««حزب الله» ردا جاء سريعا ومحددا بفترة زمينة على اغتيال القيادي العسكري الأرفع في صفوفه فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل زهاء أقل من شهر.
واستهدف «الحزب» مواقع في شمال تل أبيب، وأخرى يكشف عنها تباعا. هذه العملية أثارت تساؤلات حول ما إذا كان هذا الرد قد أغلق باب الانتظار لردود أخرى، وما إذا كانت الدائرة الانتقامية ستستمر في التصعيد أم أنها بلغت ذروتها.
وذكر مصدر أمني لبناني غير رسمي ردا على سؤال لـ «الأنباء» عما اذا كان أقفل «حزب الله» حالة الانتظار للرد، بالقول: «منذ اغتيال فؤاد شكر، كان المشهد السياسي والأمني في لبنان والمنطقة تحت حالة ترقب، حيث كانت الأنظار متجهة نحو حزب الله لمعرفة رده على هذه العملية. وجاء الرد سريعا وبدقة عالية، ما يشير إلى أن حزب الله كان مستعدا لهذا السيناريو. لكن هل هذا الرد ينهي حالة الانتظار أم يفتح الباب على تصعيد أكبر؟ على الأرجح، أن حزب الله قد أغلق باب الانتظار بعملية أمس، إلا أن الساحة قد تبقى مفتوحة أمام ردود فعل متبادلة بحسب تطورات الموقف الميداني والسياسي».
وحول موجة القصف الجوي الإسرائيلي، وهل هذا هو سقف الرد، أوضح المصدر: «ردا على عملية حزب الله، شنت إسرائيل موجة من القصف الجوي العنيف على مواقع في جنوب لبنان وصولا إلى أطراف البقاع. هذه الهجمات تبدو وكأنها تمثل السقف الإسرائيلي في الرد، حيث حاولت إسرائيل توجيه رسالة زعمت انها قوية، من دون الانجرار إلى حرب شاملة. ولكن يبقى السؤال مطروحا: هل ستكتفي إسرائيل بهذا القدر من الرد أم أنها ستتجه نحو تصعيد أكبر؟ هذا هو ما لا يمكن لأحد توقعه، مع حكومة المتطرفين في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو».
ورأى المصدر انه «وسط هذا التصعيد، تتجه الأنظار نحو القاهرة حيث تجري مفاوضات حساسة بين الأطراف المعنية. ويمكن أن يسهم التصعيد الحالي في تسريع الوصول إلى حلول سياسية، حيث قد تسعى القوى الكبرى إلى منع تفاقم الوضع ودفع الأطراف نحو تسوية تحفظ ماء الوجه للجميع. ومع ذلك، يبقى الوضع معقدا، خصوصا إذا استمرت العمليات العسكرية وتزايدت الضغوط الداخلية والدولية على الأطراف المتحاربة».
وحذر المصدر من ان «السيناريو الأخطر الذي يمكن أن ينجم عن هذا التصعيد هو استهداف إسرائيل لأحد ضواحي بيروت او حتى العاصمة بيروت، كرد على عملية حزب الله. مثل هذا التطور قد يؤدي إلى انزلاق الأوضاع نحو مواجهة شاملة، لا تقتصر على لبنان وإسرائيل، بل قد تمتد لتشمل المنطقة بأسرها. لذا، فإن كلا الطرفين يدرك أن تجاوز هذه الحدود قد تكون له عواقب كارثية».
وتابع المصدر: «يبدو أن التصعيد الحالي، على رغم خطورته، لا يزال ضمن حدود يمكن السيطرة عليها، وكل طرف يحاول استعراض قوته وإيصال رسائل واضحة للطرف الآخر دون الانجرار إلى حرب شاملة. ومع ذلك، فإن استمرار هذه الحالة الهشة قد يؤدي في أي لحظة إلى انفجار لا تحمد عقباه، ما يستدعي تكثيف الجهود الديبلوماسية للوصول إلى تهدئة تضمن استقرار المنطقة».