هل نكث ملك ‎المغرب محمد السادس بتعهداته للأفارقة ؟

بقلم بلة لحبيب أبريكة

يمر الإحتلال المغربي بمأزق متعاظم يتمثل في فشل استراتيجيته في محاولة تقويض مكانة الجمهورية الصحراوية داخل منظمة الإتحاد الأفريقي، بعد مرور سبع سنوات ونصف من الإنضمام إليه.

ولا يعدو إعتداء فرد من السفارة المغربية في اليابان على سفير الجمهورية الصحراوية في أديس أبابا، خلال إجتماع خبراء الإتحاد الأفريقي مع اليبان المعروف بتيكاد، إلا انعكاسا لهذا المأزق.

الواضح أن فشل المغرب في تحجيم دور الجمهورية الصحراوية داخل الإتحاد الأفريقي وخارجه، خاصة منعها من المشاركة في قمم الشراكة الإستراتيجية، أصبح يسبب له الكثير من الإحباط .

تولد عن هذا الفشل المتكرر حالة من اليأس والنرفزة، تبرز بعض أعراضه في دبلوماسية مغربية تعوزها الحكمة والرزانة، وتغلب عليها الارتجالية والعنف اللفظي و الجسدي.

لقد دشن وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة أسلوب دبلوماسية البلطجة ابتداء من إجتماع “تيكاد” بالموزمبيق في أغسطس 2017، وأصبح نهجاً مألوفا لدى الدبلوماسية المغربية في العديد من المنتديات الأفريقية و الدولية اللاحقة.

ولعل هذه الصورة الرديئة التي بدأت تتكرس عن المملكة المغربية داخل أروقة الإتحاد الإفريقي وخاجه، فإنها، من دون شك، تمس من سمعة المملكة المغربية وملكها محمد السادس.

وينافي هذا التوجه الدبلوماسي التعهدات التي قطعها ملك المغرب على نفسه أمام زعماء الدول الأعضاء في الإتحاد الأفريقي، بعد قبول عضوية المملكة المغربية في يناير 2017.

قال حينها العاهل المغربي: “إننا ندرك أننا لسنا محط إجماع داخل هذا الاتحاد الموقر”، وهو ما أشر حينها على أن المغرب قد يتوخى سياسة حكيمة ومتوازنة. وقد أكد ذلك ملك المغرب نفسه بقوله أثناء القمة أن هدف بلاده “ليس إثارة نقاش عقيم” أو “الرغبة في التفرقة”.

وقد قطع محمد السادس على نفسه وعدا عندما قدم تطمينات للقادة الأفارقة أن “الفرقة و”التقسيم” ليست مبتغى المغرب بقوله “وستلمسون ذلك بأنفسكم …فإن جهودها {يقصد المملكة} ستنكب على لم الشمل، والدفع به إلى الأمام”.

وإذا كان المغرب ليس محط إجماع داخل الإتحاد الأفريقي، مثلما أقر بذلك ملك المغرب في 2017، فإن سلوك المغرب البلطجي وغير الدبلوماسي، أصبح يوسع من هوة عدم الإجماع.

فالدول التي زعم المغرب أنها صوتت بانضمامه إلى الإتحاد الأفريقي بغية لملمة شمل القارة، أو تلك التي انزلقت إلى فتح قنصليات في المدن المحتلة بدوافع سياسية واقتصادية، بدأ يتولد لدى بعضها الاستياء والتوجس.

فقد اتضح لها أن المغرب يرغب، بصورة لا لبس فيها، مثلما كانت تقول أطراف اعترضت على انضمامه، في تفجير المنظمة من الداخل والإضرار بمصالحها مع الشركاء الخارجيين.

اخترنا لك