RT
رد خبراء مصريون على مزاعم عميد بالجيش الإسرائيلي يدعى أمير أفيفي بأن هناك آلاف المسيرات والصواريخ تنتظر في شبه جزيرة سيناء لتهريبها إلى غزة.
وقال المحلل السياسي المصري يسري عبيد إن هذا الكلام الصادر عن بعض المسؤولين الإسرائيليين محض كذب وافتراء وله عدة أسباب منها تبرير الفشل الإسرائيلي في عدم تحقيق أهداف العدوان حتى الآن ومنها القضاء على حركة حماس التى ما زالت تطلق الصواريخ على تل أبيب من غزة حتى الآن.
وتابع: “هناك هدف آخر وهو إيجاد المزيد من الحجج والذرائع لاستمرار تل أبيب في احتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح حتى تكون مسيطرة على القطاع من جميع الجهات حتى بعد التوصل لوقف إطلاق النار، كما أن التصريح بمثل هذا الكلام لتضخيم القدرات العسكرية لحماس وبالتالي تبرير الهجمات الوحشية على المدنيين وتدمير القطاع عن بكرة أبيه بحثا عن الصواريخ والمسيرات حسب زعم المسؤولين الإسرائيليين”.
ونوه المحلل المصري: “اعتقد أن مصر لو كانت لديها النية لمساعدة حماس والمقاومة لما انتظرت أحد عشر شهرا من العدوان والتدمير والقتل ولقامت باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد إسرائيل منها سحب السفراء وقطع العلاقات وتعليق معاهدة السلام مع إسرائيل ولكن كل هذا لم يحدث، بالإضافة الى أن مصر قامت بغلق الحدود مع القطاع وإغراق الأنفاق بالكامل وإقامة سياج حدود فوق الأرض وتحت الأرض منذ 2014”.
واختتم قائلا: “بالتالي الذي يتخذ كل هذه الإجراءات لن تكون لديه النية لدعم حماس بالسلاح، فهناك خلاف عميق بين الحركة والنظام فى مصر منذ الاطاحة بحكم جماعة الإخوان”.
من جانبه، قال الخبير المصري ومدير تحرير جريدة الشروق المصرية حمادة إمام إن ما يردده أمير أفيفى العميد بالجيش الإسرائيلي ليس بجديد ولا يخرج عن كونه هلاوس فكرية ووساوس نفسية ودعاية هدفها ابتزاز مصر ووضعها في موضع المدافع إلا أن مصر فوتت على إسرائيل الفرصة تلو الأخرى.
والقضية كما يلخصها مدير تحرير الشروق أبعد وأعمق من مجرد وجود قوات إسرائيلية على محور فلاديفيا فالقضية قضية إبادة جماعية وفصل عنصري وتحاول إسرائيل ابتزار مصر بكافة الطرق والوسائل واستخدمت منطق الدعاية السوداء ووصلت إلى حد شن حملة ضد مصر ومعايرتها بسبب تعثرها الاقتصادي إلا أن الموقف المصري ومنذ الأيام الأولى للحرب وعلى لسان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي حذر من شروع إسرائيل في أي عملية “تهجير قسري” لسكان القطاع المحاصر، حيث اقترح بعض المسؤولين الإسرائيليين تنفيذ هذه الفكرة.
وأضاف حمادة إمام أن مصر أخبرت الإسرائيليين أنهم يضيعون وقتا على مسألة محسومة من جانبها بأنه لا وجود إسرائيلي سواء في معبر رفح أو في ممر فيلادلفيا، وأن القاهرة مصممة على ذلك وأنهما بمثابة “خط أحمر” حتى لو أدى الأمر إلى إطالة أمد المفاوضات، و أن هذين الملفين يمسان بالأمن القومي المصري.
ويكشف حمادة إمام الدوافع وراء ذلك وهو أن إسرائيل تريد أن تتحكم في المعابر بالكامل وهناك ستة معابر أخرى ورأى العالم كله كيف أنها هدمت بالكامل معبر رفح وتريد أن تتحكم في الطعام والدواء لممارسة أقصى درجات الضغط على الشعب الفلسطيني وتوظيف هذه القضية الإنسانية وتحويلها إلى قضية سياسية وهو أمر ترفضه مصر أيضا.
ونوه إمام بأنه طوال الأيام الأخيرة رفضت مصر خريطة عرضها نظراؤهم الإسرائيليون تشمل سيطرتهم على المحور ثم عادت مرة اخرى عرضت أيضا أن يكون لها وجود عسكري رمزي في محور فيلادلفيا، كما اقترحت أن تخفض عدد الفرق العسكرية الحالية الموجودة هناك من سبعة إلى قوتين فقط ولكن مصر أيضا رفضت هذا الاقتراح خاصة وأن محاصرة إسرائيل لقطاع غزة بهذا الشكل العسكري من شأنه أن يؤدي إلى سيطرة إسرائيلية كاملة على كامل القطاع، والتالي هذا أحد جرائم الفصل العنصري، ومصر لم ولن تشارك في مثل هذه الجرائم الإسرائيلية.