كتب أسعد م. الراعي
كنت أراه فوق الفوق إلى حين أصبح تحت التحت… أظن أنها ليست حالتي وحدي، إنما هي حالة جميع المواطنين الأوفياء لوطنهم.
لتوضيح أكثر، هي نظرة هذا المواطن للمسؤول السياسي. المواطن هو دائماً الخاضع للقانون، وإن شعر بالغبن يلتجئ إلى القانون حتى النهاية… التمرد هو الخروج عن القانون، وهنا يكون قد فتح على نفسه جميع الأبواب ليكون هدفاً. هذا بالنسبة للمواطن.
كذلك المسؤول ينطبق عليه ما ينطبق على المواطن، لا بل بشكلٍ أعنف. غلطة المسؤول بألف غلطة.
ينمو الإنسان في بيته مع أهله وجيرانه ومدرسته وجامعته ضمن بيئته، بعدها قد يختار بيئة أُخرى، وتبقى علاقته الأساسية ملازمته… يتعلم المبادئ والقيم والإنسانية والأخلاق من بيته، وينمّيها أو يتخلى عنها بعد انخراطه بالمجتمع…
فإذا حافظ ونمّى المبادئ الصالحة، يكون صالحاً أينما أوصله علمه وسلوكه، ويكون: إداري صالح، صحافي صالح، ضابط صالح، رجل دين صالح، رئيس أو نائب أو وزير صالح… إلخ.
وإذا تخلى عن المبادئ والقيم والأخلاق، تكون صفة الفاسد مطبوعة على جبينه مدى الحياة. لنعد إلى أنفسنا بكل جرأة ونحدد مكاننا كي نحدد مكان الآخرين، كي نعرف أي أسلوب نعتمد للتعامل معهم… العودة إلى الجذور مهمة جداً. والسلام.