كتبت سوسن مهنا
يقول بيني غانتس في تغريدة: “أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً.. لقد حان الوقت للشمال..”. مشيراً إلى أن “مهمتنا على الجبهة الشمالية واضحة، وهي إعادة السكان إلى منازلهم بأمن، ومن أجل تحقيق هذا الهدف نحن مطالبون بتوسيع أهداف الحرب لتشمل عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمن”. يأتي ذلك بعد ضغوط كبيرة يمارسها سكان هذه المستوطنات ورؤساء المجالس المحلية الذين طالبوا بشنّ حرب ضد ”لبنان” و”حزب الله”.
ماذا يعني هذا؟ فشلت جبهات المساندة أن تحقق شيئاً لسكان غزة، بل على العكس زادت من بطش واستفحال بنيامين ”نتنياهو”.
جبهات المشاغلة على وزن مغازلة، لم تفعل شيئاً إلا تدمير الجنوب وتراجع قوة “الحزب” بعد اغتيال قادته المهمين والأساسيين أي القادة العسكريين والذين كان بيدهم التخطيط للحروب والتدريبات اللوجيستية والمعلوماتية، أمثال أبو نعمة وأبو طالب، وصولاً إلى اغتيال الرجل الثاني فؤاد شكر.
هنا يعود السؤال مرة جديدة عن جدوى السلاح والصواريخ الدقيقة ما نفعها طالما أنها وبعد 11 شهرًا على انطلاق الحرب لم تستعمل؟ وشعار “الحزب” أن السلاح لردع ”إسرائيل” بقي شعاراً، والدليل استباحة كامل الأراضي اللبنانية بغاراتها، مما يعني أن شعار الردع قد سقط.
كلام أمين عام “الحزب” حسن ”نصرالله” عن الصواريخ الدقيقة والبالستية التي يمتلكها، وإعلانه عن إخراجها من جنوبي النهر قبل فترة، بالإضافة إلى إعلانه عن إطلاق مسيرات من البقاع، ما يعني حرفياً أنه سيقبل بالتسوية “الموجعة” الآتية أي الانسحاب إلى ما بعد بعد شمالي الليطاني.
تتوارد معلومات أنه في مقابل تراجع “إسرائيل” عن شن حرب على “الحزب”، عليه أن يرضخ للتسوية التي ستعطي الأمان لسكان المستوطنات “الإسرائيلية” الشمالية، وهي ما تجهد ”طهران” العمل عليها، في مقابل إيقاف ما يعرف بجبهات المساندة أو تجميدها مرحلياً.
لماذا؟ استطاعت “إيران” حتى الآن تحقيق عدة أهداف:
أولاً، وضع عقبات أمام عملية السلام التي كانت في أوجها قبل 7 أكتوبر، ولن يكون من السهل التغاضي عن تلك العقبات، بعد حرب الإبادة في غزة.
ثانياً، استطاعت التحكم بالمشهد عبر أذرعها في المنطقة: ”حماس”، “حزب الله”، والحوثيين في ”اليمن”. أكثر من هذا، أعطت “الحياة” لحكومة اليمين المتطرفة في “إسرائيل”، وبهذا تستطيع أن تعيد إحياء التطرف عبر القول إن التطرف لا يواجه إلا بتطرف، أي إبقاء الحرب مستمرة وإن خمدت لبعض الوقت.
ثالثاً، غزة تدمرت واليوم عين “إسرائيل” على الضفة مما يعني أن أي حديث عن دولتين وحدود 67 أمراً لا جدوى منه بل أصبح من المستحيلات، حيث أن تل أبيب ماضية في حربها ضد فلسطينيي الداخل.
ما يعني أن غزة والفلسطينيين تركوا لمواجهة قدرهم بوجه آلة الحرب “الإسرائيلية”، لأن شعار جبهات المشاغلة أو المغازلة سيوضع في الثلاجة عما قريب، إلى حين.