مقعد فلسطين في الأمم المتحدة ينتظر من يجلس عليه

بقلم غسان صليبي

منذ ايام قليلة وفي لحظة تاريخية، “جلس مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، على مقعد رسمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حسب الترتيب الأبجدي للدول الأعضاء، بين مقعدي السودان وسريلانكا، ووُضعت أمامه لافتة كتب عليها “دولة فلسطين”.

وفي أيار الماضي، صوتت الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة لصالح منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.”

وأخيرا
وبعد نضال طويل ومرير
جلست فلسطين
الى جانب الأمم الأخرى.

لم تعد
شعب بلا دولة
ولا دولة مراقِبة،
تتفرج بدونية على الدول الأخر
بصفتها دولة منتقصة صفة الأمة.

رفعت رأسها،
وجلست
بين السودان وسريلانكا
حتى لا تشعر بالغربة،
ففي السودان حرب
لا يعرف احد متى تنتهي
وفي سريلانكا فقر
لن يغادرها على المدى القريب،
في حين ان الوضع في فلسطين
يجمع الحالتين معاً،
في ما يشبه القدر الأسود.

عندما استعادت فلسطين
مقعدها بين الامم،
استعادت الأمم المتحدة بدورها موقعها
كمرجعية دولية
لا تخضع لا للفيتو الأميركي
ولا للإبتزاز الاسرائيلي.

مقعد الأمم المتحدة
مثله مثل مقعد فلسطين
كان خالياً،
او بتعبير أدق
كان محتلاً.

مقعد فلسطين
عاد الى فلسطين
لكنه ينتظر من يجلس عليه
ويمده بالمعنى السياسي الكامل.

صحيح أن من يجلس عليه اليوم
هو المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة
السفير رياض منصور،
لكنه يمثل فلسطين المنقسمة على نفسها،
فلسطين الفصائل المتنازعة ابداً.

هل يُعقل
ان تستمر الفصائل في نزاعاتها
ولا تؤلف حكومة وحدة وطنية،
فيما فلسطينيو غزة يُبادون
وفلسطينيو الضفة معرضون للتهجير؟

كيف تريد الفصائل الفلسطينية
ان يصدق العالم
ان قضيتها هي قضية احتلال أرض
وليست قضية احتلال مواقع في السلطة؟

اخترنا لك