رصد بوابة بيروت
أصدر المكتب التنفيذي لمنظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني البيان الآتي نصه :
تأتي جريمة تفجير أجهزة الاتصال التي ارتكبتها الاستخبارات الاسرائيلية، والتي طالت الالوف من المواطنين في كل من الجنوب والضاحية والبقاع وسوريا، لتقدم دليلا اضافيا على سياسة الإبادة التي مارستها وتمارسها دولة الاحتلال منذ نشوئها في العام 1948 وحتى اليوم. إن ما شهده قطاع غزة والضفة الغربية منذ حوالي العام، وما يتعرض له لبنان من اغتيالات وتدمير لقراه الحدودية في الجنوب وتهجير سكانها والقضاء على مصادر العيش فيها، تتويجا بمجزرة التفجير التكنولوجية التي أجازت الحكومة والمؤسسات السياسية والأمنية الاسرائيلية تنفيذها.
وهي المجزرة التي تؤكد المؤكد من أن اسرائيل لم تعبأ يوما بمحاكم العدالة الاممية والقرارات والمواثيق الدولية وبقوانين الحروب واتفاقيات جنيف. فلقد دأبت وتدأب على استباحة الدماء اللبنانية والفلسطينية مستفيدة من الدعم الاميركي والغربي المفتوح لها، وإمدادها بالمقدرات والموارد البشرية والمادية لتنفيذ عدوانيتها السافرة، وتكريساً لهيمنتها على المنطقة وشعوبها التي طالما عانت من الاستباحة للحقوق العربية في كل مكان تصل إليه دباباتها وطائراتها وأجهزتها الاستخبارية.
إن منظمة العمل اليساري الديمقراطي العلماني التي ساهمت بدحر الاحتلال عن الاراضي اللبنانية بعد غزوه لها في اجتياح العام 1982، ولمناسبة الذكرى الثانية والاربعين لانطلاقتها، هالتها الجريمة التي حصدت ألوف الشهداء والجرحى، وهزت المجتمع اللبناني بمختلف مكوناته واتجاهاته ومشاربه، وقادت إلى ما يشبه الكارثة الوطنية والانسانية، تتوجه إلى ذوي الشهداء بأحر التعازي، وللمصابين بأصدق تمنياتها بالشفاء العاجل، ولذويهم بدعوتهم إلى الصمود في هذه الظروف العصيبة.
وهي تؤكد أن مواجهة هذا الطور المتصاعد من العدوانية المتصاعدة لا يكون سوى بتمتين الوحدة الوطنية بعيدا عن الهيمنة والحسابات الفئوية، كما تدعو إلى المبادرة لتفعيل الحياة السياسية بدءاً من انتخاباب رئيس للجمهورية وإعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة واقتصاد البلاد مدخلاً وحيداً لأنقاذها وحمايتها.
كما تدعو كل قوى المجتمع اللبناني والعربي الحية إلى تقديم المصالح الوطنية والقومية على ما عداها، والتخلي عن الرهان على دول الخارج أو الارتهان لمصالحها وحساباتها الخاصة. كذلك فإن المنظمة تلح على أهمية التكاثف والتضامن في هذه المواجهة المفتوحة، وتغليب المشتركات الوطنية والقومية في ظل الرحابة الديمقراطية بعيدا عن حسابات التفرد وتغليب الفئوية والتعصب الأعمى.
إن العدو الصهيوني يثبت يوميا وعبر شتى ممارساته الوحشية في جميع مسارح المواجهة أن حدود سياسته العدوانية واطماعه التوسعية تتجاوز جغرافية فلسطين لتطال لبنان وسوريا والاردن وصولاً إلى اخضاع سائر بلدان المنطقة.
لتتشابك كل الارادات في مواجهة هذا الطور من العدوانية الصهيونية، ولنقف جميعا في صف الدفاع عن الارض والوطن والحرية والديمقراطية والكرامة وحق العيش والتقدم وبناء المجتمعات الحديثة.