الحرة
تردد اسم وحدة الرضوان كثيرا منذ اندلاع الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في أعقاب حرب غزة التي بدأت في السابع من تشرين الأول 2023، بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس الفلسطينية (المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى) على إسرائيل.
تأسست وحدة الرضوان عام 2006 تحت اسم “وحدة التدخل”. وفي عام 2008، حظيت باسم القيادي في الحزب، عماد مغنية، الذي قتل في عملية إسرائيلية أميركية مشتركة، حيث كان يستخدم الاسم الحركي “رضوان”، وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
واكتسبت “قوة الرضوان” اسم “وحدة النخبة” بسبب “أدائها في القتال لاستعادة أراض في لبنان وسوريا من سيطرة تنظيم داعش”.
وكانت “قوة الرضوان” قد نشرت وحدات تابعة لها في حلب عام 2016، وقاتلت إلى جانب حركة حزب الله والنجباء ضد داعش. وفي مايو عام 2017، تم سحب قواتها وأعيد نشرها في جنوب لبنان ووضعت في حالة تأهب قصوى، حسب منظمة “أي أون حزب الله”.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن القائد الأعلى لقوة الرضوان هو هيثم الطبطبائي، وهو قيادي في حزب الله ويدعم جهود قواتهم في سوريا واليمن.
وفي عام 2016، أضافت وزارة الخارجية الأميركية الطبطبائي إلى قائمة الإرهاب، وعرضت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عنه، بسبب دوره المزعزع للاستقرار وتوفير العتاد والأسلحة للمليشيات في المنطقة.
وتصنف الولايات المتحدة حزب الله كمنظمة إرهابية أجنبية منذ أكتوبر عام 1997 وككيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 في تشرين الأول 2001، بحسب وزارة الخزانة الأميركية.
وكما قال متحدث الجيش الإسرائيلي، في بيانه حول مقتل عقيل، فقد أشار تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، إلى أن المحللين العسكريين الإسرائيليين يعتبرون وحدة الرضوان مسؤولة عن خطة تعرف باسم “احتلال الجليل”، المنطقة الواقعة شمالي إسرائيل.
وزادت المخاوف في إسرائيل من احتمالية شن الوحدة وحزب الله بشكل عام، هجمات مماثلة للتي شهدتها البلدات الجنوبية في السابع من تشرين الاول، وفق الصحيفة.
وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، تامر هايمان، للصحيفة: “وحدة الرضوان مخصصة لتكرار ما حدث في السابع من تشرين الأول جنوبي إسرائيل، في الشمال. لهذا السبب بالذات، من غير المقبول أن تسمح إسرائيل لمقاتليها “الرضوان” بالبقاء في منطقة الحدود”.
كما أن وحدة الرضوان هي “بمثابة رأس الحربة لحزب الله في القتال البري والعمليات الهجومية”. وطالبت إسرائيل، وفق ما نقل وسطاء دوليون إلى مسؤولين لبنانيين، بإبعادها عن حدودها الشمالية، حسب فرانس برس.
ووفق تصريحات مصدر مقرّب من الحزب للوكالة الفرنسية، فالرضوان هي “القوة الهجومية الأبرز لحزب الله، وعناصرها مدرّبون على الاقتحامات، بما في ذلك التوغل عبر الحدود”. ويشارك هؤلاء منذ أشهر في الهجمات على إسرائيل، التي تتم من خلال راجمات الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع والمسيّرات.
تضم هذه الوحدة الخاصة مقاتلين من ذوي الخبرة، قاتل بعضهم خارج لبنان. وغالبا ما يكونون في الخطوط الأمامية.
وتقدّر إسرائيل عدد عناصر هذه الوحدة بالآلاف، وهي تهدف إلى “اجتياح منطقة الجليل”، حسب مقطع فيديو سابق للجيش الإسرائيلي أشارت إليه واشنطن بوست.
ويشير الجيش إلى أن وحدة الرضوان “منتشرة على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان”، في إشارة إلى الحدود التي تراقبها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، حيث تضطلع الوحدة بمهام “مراقبة شمالي إسرائيل وجمع المعلومات”.
وإلى جانب عقيل ووهبي وشكر، خسر حزب الله منذ بدء التصعيد اثنين من قادة مناطقه العسكرية الثلاث في جنوب لبنان، هما محمد نعمة ناصر الذي قتل بغارة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة صور في 3 تموز، وطالب عبد الله بضربة على منزل كان داخله في بلدة جويا في 11 حزيران.
وخسرت كذلك قوة الرضوان عددا من قيادييها الميدانيين، أبرزهم وسام الطويل الذي قتل مطلع العام باستهداف سيارته في جنوب لبنان.
ويمتلك حزب الله ترسانة أسلحة ضخمة وإن كان لا يُعرف حجمها بالتحديد، إلا أنها تطورت وتوسعت خلال السنوات الماضية، حسب فرانس برس.
ويتلقى الحزب بشكل رئيسي المال والسلاح من إيران، وتسهّل سوريا نقل أسلحته وذخيرته.
وقد عزز ترسانته بشكل كبير خصوصا بعد حرب يوليو عام 2006 المدمرة التي خاضها ضد إسرائيل. كما عزز قدراته القتالية على وقع مشاركته منذ عام 2013 في النزاع في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري.
وأعلن حزب الله في عدة مناسبات، أنه يمتلك أسلحة وصواريخ متطورة قادرة على بلوغ “عمق” إسرائيل.