السيد علي الأمين : تسليم سلاح “حزب الله” إلى الجيش اللبناني ضرورة لاستعادة سيادة الدولة

"الجبهة اللبنانية لم تنفع غزة بل أضرتنا جميعاً"

في حوار خاص مع “العربية.نت”، أدان سماحة العلامة السيد علي الأمين التطورات الأخيرة بين “إسرائيل” و”حزب الله”، معتبراً أن إشعال الجبهة اللبنانية، بزعم دعم غزة، كان خطوة غير محسوبة ألحقت الأذى بلبنان أكثر مما قدمت أي فائدة لغزة. وأكد أن هذه الحرب كانت نتيجة قرارات فردية لـ”حزب الله” دون أي تنسيق مع الدولة اللبنانية أو الشعب.

أكد السيد الأمين أن الحرب التي اندلعت على الجبهة اللبنانية بعد السابع من أكتوبر 2023 جاءت كإجراء لا يبرره تهديدات “إسرائيلية” كانت موجودة قبل هذا التاريخ. وتساءل الأمين: “لماذا لم يعلن حزب الله الحرب في تلك الفترة؟”. وأضاف أن إشعال الجبهة اللبنانية لم يكن في مصلحة الشعب اللبناني الذي يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة، معتبراً أن “حزب الله” أدخل لبنان في دائرة الخطر.

يرى السيد الأمين أن هذه ليست المرة الأولى التي يخوض فيها “حزب الله” مغامرات عسكرية غير محسوبة، مشبهاً ما يحدث اليوم بما حدث في حرب يوليو 2006، التي وصفها بأنها كانت “بلا إعداد ولا استعداد”. وأكد أن الشعب اللبناني لا يمكنه تحمل تبعات هذه الحروب وحده، خاصة وأنه لم يكن له رأي في إشعالها، مضيفاً أن قرار الحرب الحالي اتخذ من قبل “حزب الله” وحده دون استشارة الدولة أو الشعب.

وعن قضية سلاح “حزب الله”، يرى السيد الأمين أن استمرار وجود سلاح خارج سيطرة الدولة يشكل تهديداً مستمراً لاستقرار لبنان. ودعا إلى ضرورة أن يكون السلاح تحت سلطة الجيش اللبناني، مؤكداً أن دور الجيش هو حماية البلاد، وليس الميليشيات المسلحة. وأضاف أن انخراط “حزب الله” في الدولة دون تسليم سلاحه أضعف من قوة الدولة ومؤسساتها.

وفيما يتعلق بالدور الإيراني، انتقد السيد الأمين التدخلات الإيرانية في الشؤون اللبنانية، داعياً إلى أن تكون العلاقات بين الدولتين مباشرة دون وساطة الأحزاب والجماعات. وأشار إلى أن الدعم الذي قدمته إيران لـ”حزب الله” خلال الحرب الأخيرة لم يكن بمستوى المأساة الجارية في لبنان وغزة.

أما عن دور الدول العربية، فأكد السيد الأمين أن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وفق الدستور هو خطوة هامة لوقف الحرب في لبنان وفتح الباب أمام تطبيق القرارات الدولية. ودعا الدول العربية إلى التدخل بشكل عاجل لتوحيد الصفوف اللبنانية والعمل على انتخاب رئيس توافقي.

اختتم السيد الأمين رسالته بتوجيه دعوة إلى اللبنانيين، وخاصة أبناء الطائفة الشيعية، إلى الخروج من أسر الطائفية والمذهبية والانصهار في بوتقة الوطن الواحد. وأكد أن حماية لبنان لا تأتي من الانتماء للطوائف أو الأحزاب، بل من دولة عادلة تكون المرجعية الوحيدة لكل اللبنانيين، وتبسط سيطرتها على كامل أراضي البلاد.

اخترنا لك