كتب رياض عيس
في ظل الهجمات المستمرة التي تشنها قوات العدو الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، شهدنا استهدافًا ممنهجًا للبنية التحتية الصحية، حيث أُجبرت العديد من المستشفيات على الخروج من الخدمة نتيجة القصف العنيف ومنها مشتشفى مرحعيون وبنت جبيل وميس الجبل والعديد من المستوصفات.
ولم يقتصر الأمر على المرافق الصحية فقط، بل امتد ليطال الأطقم الطبية، وسيارات الإسعاف، والإطفاء، والدفاع المدني، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الإنسانية والقوانين الدولية التي تجرّم استهداف العاملين في القطاع الصحي.
اليوم، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يقف المواطنون الصامدون في الجنوب، ولا سيما في القرى والبلدات المحيطة، أمام تحدٍ هائل في الحصول على الرعاية الصحية التي باتت شبه معدومة بسبب الدمار الذي لحق بالمستشفيات. أصبحت الحاجة إلى الأمان الصحي أكبر من أي وقت مضى، حيث يتزايد عدد الجرحى والمصابين، كما تتفاقم معاناة المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية مستمرة.
في هذا السياق، تبرز أهمية مستشفى حاصبيا الذي يشكل اليوم إحدى النقاط القليلة المتبقية القادرة على تقديم الرعاية الصحية في هذه المنطقة المحاصرة. وكذلك مستشفى النجدة الشعبية في النبطية وبقية مسشتفيات الجنوب، فإن دعم هذه المستشفيات ليس مجرد خيار، بل هو واجب وضرورة ملحة لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية للمواطنين المتضررين.
فمع تزايد الضغط على هذا المستشفيات المحدودة الموارد، يصبح من الضروري تأمين الإمدادات الطبية، وتوفير الدعم المالي واللوجستي لتوسيع قدراتها، وتعزيز جاهزية الكوادر الطبية لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية. في الوقت الذي حصلت فيه وزارة الصحة على كميات كبيرة من الأجهزة واللوازم الطبية.
كما إنها دعوة لكل أطباء لبنان من كل الإختصاصات للتطوع في هذه المراكز كرسالة دعم وتضامن والمساهمة بسد النقص الحاصل في بعض الإختصاصات.
إننا نناشد المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، والداعمين من داخل لبنان وخارجه، بضرورة التحرك الفوري لدعم مستشفى حاصبيا وجميع المرافق الصحية المتبقية في الجنوب. كما ندعو إلى تكثيف الجهود لإدانة هذه الجرائم التي تستهدف المدنيين والمنشآت الطبية.
ختاماً، يجب أن نتكاتف جميعاً في هذه اللحظات الصعبة لضمان حصول المواطنين الصامدين على الرعاية الصحية التي يحتاجونها، وللحفاظ على صمودهم في مواجهة العدوان الغاشم.