نرفع الصورة ونرفع الدعاء قضي الأمر وانتخب الرئيس. مباركة رئاستكم، جنرال. مبارك للوطن وللمواطنين انتخابكم. من اليوم سترفع صورة فخامة الجنرال عون في جميع المراكز والمؤسسات. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي في صفحاتنا. إنه رئيس البلاد! لقد اجتمع المتفرقون واتفق المختلفون بعد سنتين ونصف من فراغ القصر. قبل حل أزمة سوريا وقبل انتخاب رئيس الولايات المتحدة… صار عندنا رئيس!!
وقد نكون انتهينا من آذار، من ثمانيته وأربعة عشره، ليبقى لنا منه الربيع والجمال. يرى البعض في ما حصل دجلا وتقاسما جديدا للجبنة، ويرى الآخرون نهاية سعيدة لمأزق الفراغ الرئاسي ومدخلا إلى بعض الإصلاح الممكن. ويرى غيرهم سقوط فريق تحت قوة آخر… أما نحن، من ناحية إيمانية لا يمكننا إلا أن ننظر إلى دور العناية الإلهية، ورسالة السيد المسيح إلى هذا الوطن، وهو يقول: “توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات”. “وأنا معكم لا تخافوا”.
وقد تكون هذه البشرى الرئاسية حافزا لقداسة البابا لزيارة لبنان!! ومن الناحية الوطنية نهنئ الرئيس المنتخب رافعين الدعاء ليأخذ الرب بيده نحو كل إصلاح لإنهاض البلاد من كبوتها ولإعادة الحقوق إلى المواطنين. ورغم بعض المعارضة، يمكننا أن نقول أن الأعلام كلها التقت، واجتمعت الأحزاب تحت راية الوطن.
موالون وشبه معارضون يتطلعون إلى الأمام إلى مرحلة جديدة تحمل في طياتها إصلاحا حقيقيا. نأمل أن تكون الحكومة الجديدة حكومة عمل وجد وحق وعدالة للوقوف بوجه التحديات الهائلة: النازحون. البطالة. الفقر. الطبابة. التعليم. الفساد. العمل. النفايات. الكهرباء. المياه. النفط. الطرقات….المهمات صعبة والتحديات كثيرة.
الطبقة الحاكمة هي عينها، والوضع هو هو وقد لا يتغير… ورغم ذلك فلسان حالنا يقول: مبارك للبنان، مبارك للبنانيين. نحث الحكام على توخي الخير والصلاح ليعودوا إلى طريق الحق مبتعدين عن كل فساد وظلم وتفرقة، مقدمين المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة. وكأبناء الرجاء، نصلي، نرفع الصورة ونرفع الدعاء.