عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمرا صحافياً في قصر بسترس أعلن فيه عن خدمة البريد السريع الاختيارية لمن يرغب من المغتربين في نقل طلبات جوازات السفر اللبنانية العائدة اليهم من الخارج الى لبنان والعكس. حضر المؤتمر الامين العام للوزارة السفير وفيق رحيمي، مديرة المراسم السفيرة ميرا ضاهر، مديرة الشؤون الاقتصادية السفيرة دونا الترك ، مدير الشؤون الإدارية والمالية السفير سعد زخيا، ممثل المدير العام للأمن العام الرائد حسين رحال، المدير الإقليمي لشركة DHL جون شديد ، وعدد من الديبلوماسيين والمعنيين بالموضوع.
عيد
إستهل المؤتمر بكلمة لرئيس الدائرة القنصلية الديبلوماسي طوني عيد الذي قال: “بناء على توجيهات الوزير باسيل وحرصه الدائم على تسهيل الأمور وخدمة اللبنانيين في الخارج، وبناء على عدد الطلبات لجوازات للبنانيين في الخارج والتي بلغت من اول السنة الجارية وحتى نهاية شهر تشرين الاول الماضي، أكثر من 41 الف طلب ، وبما أن المهلة التي يستغرقها الروتين الاداري بين تقديم الطلب في السفارة او القنصلية حتى وزارة الخارجية ومن ثم إعادته منجزا، حوالي 3 او 4 أشهر، توصلنا بالتعاون مع الأمن العام وشركة DHL الى خلق موقع الكتروني سريع فعال وعصري يستطيع اللبناني من خلاله وفي اي بقعة في العالم ان يتقدم بجواز سفره اذا كان يرغب بذلك وعلى نفقته الخاصة وبسعر مدروس، وبالتالي الحصول على جواز سفره منجزا ًبمهلة لا تتعدى 12 يوما”.
ولفت عيد الى ان “عنوان الموقع الالكتروني هو [email protected]، وهو متوافر باللغات الانكليزية العربية والبرتغالية، وقريبا سيكون متوفراً باللغتين الفرنسية والاسبانية، وهذا الموقع سريع وعصري وشفاف وأمين، وفيه آلية على الراغب في الخدمة استخدامها وإتباع الخطوات والتعليمات لإنجاز طلبه”، مشيراً الى أن “كلفة خدمة البريد السريع ذهابا وايابا من دول الخليج ترواح بين 60 و69 دولارا أميركياً، ومن أميركا اللاتينية في حد أقصى 85 دولاراً اميركيا”.
وأوضح أنه “خلال شهر تشرين الاول تلقينا نحو 400 طلب عبر DHL”.
شديد
بدوره وصف المدير الاقليمي لشركة DHL جون شديد الخدمة الجديدة ب”الخدمة الحيوية والمهمة للمغتربين اللبنانيين”، شاكرا العمل مع كل الجهات المعنية “إن كان في وزارة الخارجية او في الامن العام”، ومثنيا على التعاون معهما خلال الاشهر 18 الماضية.
وأكد أن “هدفنا توفير خدمة سريعة وبأسعار مقبولة للبنانيين المغتربين”.
باسيل
وكان باسيل قد استهل كلامه بالقول: “أشكر وزارة الخارجية بشخص الامين العام والمديرين وكل من عمل على تحقيق هذه الخدمة بشكل سريع، كما اشكر الامن العام بشخص مديره والرائد رحال للتعاون الكامل بين الوزارة والمديرية، ليس فقط في هذه الخدمة بل أيضا في الشأن القنصلي المرتبط بنا، كما أشكر DHL على تلبيتها السريعة بتوفير هذه الخدمة، إذ عرضت الفكرة على كل الشركات المعنية، انما DHL أبدت تجاوبا سريعا بتوفير هذه الخدمة الاختيارية بالامكانية والسرعة اللازمة التي لا تزيد عن 12 يوما وبكلفة مقبولة، مقابل شهرين عبر الخدمة العادية. وما يعنينا فعلا في هذا الامر ان فكرنا يتجه دائما الى المنتشرين اللبنانيين وكيفية الاهتمام بهم وخدمتهم بشكل افضل. وخدمة البريد السريع ما هي إلا ابسط خدمة يمكننا تأمينها، لكنها تدل على المشاريع المستقبلية التي لدينا، في سياق متكامل يوصلنا في آخر المطاف الى جواز السفر البيومتري الذي أصبح اليوم متوافرا، إلا أن عملنا ينصب على توفيره في السفارات والبعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج. وهذا الامر مرتبط بمشروع الربط الالكتروني الذي بدأت به وزارة الخارجية والمغتربين، وسيكون لنا قريبا موعد مع إطلاق أولى خدماته، على ان تصبح المكننة منجزة في الوزارة في العام 2017 في الادارة المركزية المرتبطة بالسفارات والبعثات الديبلوماسية في العالم. وهذا ابسط ما يفترض بالوزارة القيام به لمواكبة طلبات وحاجاتوخدمات المنتشرين اللبنانيين في العالم، لأن جواز السفر ليس فقط وثيقة ادارية تتيح للبناني التنقل، بل هي علامات من علامات هويته اللبنانية الثقافية الوطنية”.
أضاف: “عندما نتحدث عن جواز السفر، يا للأسف يكون الكلام عن قيمته مقارنة بالدولة اللبنانية، إذ إنه كلما أصاب الدولة الانحطاط، ينسحب هذا الامر ايضا على جواز السفر، والعكس صحيح. ولا نكشف سراً اذا قلنا انه منذ تسلمنا الوزارة لم يعد جواز السفر الخاص او الجواز الديبلوماسي مجرد ورقة توزع للناس كخدمة سياسية من باب الاستنسابية السياسية، بحيث أصبح لدى نصف الشعب اللبناني جواز سفر خاص، ما افقده قيمته في العالم، حتى أصبح عدد من المسؤولين ممنوعين من دخول بعض البلدان لكونهم يحملون الجواز الخاص، وأصبحوا موضع شبهة، لذا نعتز بأنه لم يكن هناك اي استثناءات اطلاقا في هذا الموضوع، واعدنا للجوازات الخاصة والديبلوماسية وجواز الخدمة قيمتها. لذلك لم يصر الى تجديد جوازات سفر البعض ممن كانت تعطى لهم من دون وجه حق، وقد ارسلنا في الفترة الاخيرة مرسوما جديدا بهذا الشأن، لأننا ننظر الى الجواز كوثيقة أكثر من مهمة، بل هي رمز للانتماء اللبناني، وعلى هذا الاساس نعتبره مؤشرا ايجابيا لاستعادة اللبنانيين جنسيتهم”.
وقال : “نحن حريصون على أن نعطي كل لبناني في العالم فرصة إستعادة جنسيته، وفي مرحلة ثانية الحصول على جواز السفر اللبناني، وأن تؤمن له افضل الخدمات. ونأمل من خلال هذا الامر الذي نوليه الاهمية الكبرى، أن نفكر معا ضمن إمكاناتنا المتواضعة وبوضعنا المعروف، لنقول للبنانيين في الخارج اننا ذاهبون اليهم بخدمات اضافية لنخرج من الروتين الاداري المعروف، وبالتالي يستطيع المواطن اللبناني المغترب والمقيم الخصول على خدماته من وزارة الخارجية بشكل افضل واسرع”.
ًوأمل باسيل ” أن نكون ندخل الى مرحلة نحدث فيها دولتنا ونؤمن للمواطنين حاجاتهم ونخرج من دوامة الفساد الموجودة في كل مكان “، مشيرا الى أن الوسائل الحديثة تعطي الشفافية ، وقال : ” ان المرحلة الجديدة الآتية يجب ان نثبت فيها مفاهيم جديدة في العلاقة بين الدولة والمواطنين، ونأمل الانتقال الى دولة القانون والحق، وان نكون على قدر أماني اللبنانيين المقيمين والمنتشرين”.