دعا عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، إلى “الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعدم وضع العراقيل في وجه التأليف، وفتح صفحة جديدة في لبنان، وأن يعيد البعض صياغة خطابه الوطني بما يتلاءم مع المرحلة الجديدة، وأن لا يبقى هذا الخطاب الداخلي يستولد تعبيرات وأفكارا وخيارات أثبتت المرحلة كلها عقمها”، مشددا على “ضرورة أن لا يظن بعض المزايدين وبعض الذين فتحوا شهيتهم على السلطة أنهم يستطيعون بالمزايدات أن يأخذوا أكثر من حجمهم في لبنان، بل يجب أن نعمم هذه الإيجابية الموجودة في البلد اليوم، وأن ننطلق إلى العمل، ولا نبقى في إطار الشعارات فقط”.
وأكد فضل الله خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لل”شهيد المجاهد علي سعيد سلمان” في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، في حضور عدد من القيادات الحزبية، وعلماء دين، وفاعليات، “أننا نتعامل مع هذه المرحلة بكل روح ومسؤولية، كما تعاملنا مع كل المراحل الماضية من أجل النهوض ببلدنا، ومن أجل أن نعيد الثقة بين المواطن والدولة”.
وقال : “ذهبنا إلى الاستشارات لتأليف الحكومة بروح إيجابية وباستعداد للتعاون، وعبرنا عن ذلك خلال هذه الاستشارات، وحددنا مجموعة من الأولويات التي يفترض أن تلتزم بها الحكومة المقبلة رغم قصر عمرها، والتي تكمن أولا في معالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين، لأنه لا يجوز أن يدفع المواطن فاتورة الكهرباء والمياه مرتين وثلاثة مرات، ولا يجوز أن تبقى أوضاعه الاقتصادية متردية بهذه الحالة، وعليه، فإذا وضعت الحكومة برنامجا جديا وفاعلا، فإنها تستطيع أن تنهض بالوضع المعيشي، كما أن مكافحة الفساد والهدر في مؤسسات الدولة يوفر الكثير من الأموال التي يمكن أن نضخها في مشاريع تساعد المواطن، لأن الفساد والهدر هو من جيوب المواطنين”.
وأضاف : “يكمن الأمر الآخر في هذه الأولويات في إقرار الحكومة قانونا جديدا للانتخابات يسهم في التمثيل الحقيقي، ويرتكز على قاعدة النسبية، لأنه هو الذي ينتج لنا سلطة توفر الحياة الكريمة للمواطنين، وكذلك فإن دعم الجيش والمؤسسات الأمنية للقيام بمسؤولياتها في حفظ الأمن في الداخل هو من الأولويات التي حددناها للحكومة المقبلة، والتي هي من مسؤولية الدولة، لا سيما وأن معادلة الجيش والشعب والمقاومة وفرت مظلة الحماية للبنان على مستوى مواجهة التهديد الخارجي في وجه العدوين الإسرائيلي والتكفيري”.
وختم فضل الله قائلا : “إن دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين هي التي سمحت لمؤسسات الدولة أن تستعيد بعضا من نشاطها، تماما كما سمحت تضحيات كل المقاومة منذ العام 1982 أن تحرر الأرض وتعيد بناء هيكل الدولة في لبنان”، مشددا على أن “الحماية التي توفرها المقاومة اليوم في مواجهة تهديد التكفير المنطلق من سوريا، هي التي وفرت الأرضية اللازمة والمناسبة والصلبة من أجل أن تبقى لنا مؤسسات ودولة في لبنان، ومن أجل أن ننجز استحقاقاتنا الدستورية بهدوء وبنوع من التفاهم، وبظل هذه الإيجابية التي نراها في لبنان”.