باعتزال النجم القطري ياسين إسماعيل، تطوي كرة السلة الخليجية والقطرية صفحة لاعب أرتبط اسمه بـ”الكرة البرتقالية” لأكثر من عقدين من الزمن قدم خلالها الكثير وتربع على عرش الأفضل لسنوات حتى بات اسمه مرادفًا لكرة السلة في قطر.
طبع ياسين مسيرته المظفرة بطابع خاص “رصّعه” بالعديد من الألقاب الفردية والجماعية سواء مع فريقه الريان او مع المنتخب العنابي حتى بلغ عدد الألقاب التي توج بها 65، وهو رقم يستبعد ياسين أن يكون قد وصل إليه أي لاعب في العالم.
تمرد ياسين على العرف السائد في دول الخليج أن كرة القدم هي بوابة الشهرة والانجازات، فنجح في إثبات نفسه وخطف شهرة بدأت من الدوحة وتمددت إلى دول مجلس التعاون قبل أن يدق الأبواب القارية والعالمية، وما عقود الاحتراف التي عُرضت عليه إلا خير دليل على ذلك…!
يوم تاريخي
في يوم الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، سيضع ياسين إسماعيل حدا لمسيرته مع عالم كرة السلة في مهرجان الاعتزال الذي سيتضمن مباراة تجمع بين فريق غلوبل بورد وهو احد أفضل الأندية في الفيليبين مع فريق الريان المدّعم بعدد من نجوم كرة السلة القطرية.
المهرجان سيشهد أيضا مباراة استعراضية ستجمع بين عدد من نجوم الرياضية القطرية خلال شوطي المباراة الأساسية ومن بينهم: مبارك عيد نجم الكرة الطائرة ومحمد علي سليمان نجم ألعاب القوى السابق والإعلامي الشهير محمد سعدون الكواري.
استراحة المحارب
ويقول ياسين في حديث لوكالة “فرانس برس” أن المرحلة المقبلة التي تلي الاعتزال ستكون مرحلة الراحة والهدوء واصفًا إياها بـ”استراحة المحارب” بعد 24 عاما من العطاء في ملاعب كرة السلة.
ويشدد نجم “السلة” القطرية أن فترة الاستراحة لن تكون طويلة لكنها ستكون كفيلة باستشراف المستقبل إذ ستتيح له دراسة الخيارات المطروحة مؤكدا ميله للاتجاه نحو العمل الإداري أكثر من العمل التدريبي… سواء كان ذلك مع الريان أو المنتخب الوطني.
عروض الاحتراف
ويسرد ياسين بـ”فخر” و”اعتزاز” عقود الاحتراف التي عُرضت عليه سواء والتي بدأت حين ذهب إلى الولايات المتحدة ولعب هناك بين عامي 1999 و2001 في ال “D LEAGUE” كما تدرب مع أندية كبيرة كـ”هيوستن روكتس” و”دالاس مافريكس” .
وينتقل ياسين للحديث عن عروض الاحتراف التي جاءته من لبنان، ويقول:”العام 2001 تلقيت عرضا من نادي الحكمة اللبناني الذي كان يرأسه الراحل انطوان شويري للعب مع الفريق في بطولة الأندية الأسيوية وما زلت احتفظ بهذا العرض إلى اليوم نظرا لأهميته… لكن الرأي الغالب كان لنادي الريان بضرورة البقاء خصوصا أن الفريق كان يشهد نهضة على مستوى النتائج في الخليج وآسيا”.
ويشير أفضل لاعب في تاريخ “السلة” القطرية إلى أن علاقته بناديه الريان كانت دائما العامل الحاسم في موضوع الاحتراف خصوصا انه تلقى أيضا عروضا مغرية من إيران والصين… لكنه كان دوما ينظر إلى مصلحة فريقه “الأم” قبل كل شيء.
ويؤكد ياسين انه حافظ على العلاقات التي نسجها مع العديد من المسئولين في الدوري الأميركي للمحترفين مشيرا إلى أن اللعب في الـ “NBA” يعتمد بنسبة لا بأس بها على العلاقات إلى جانب الموهبة طبعا… محددًا ذلك بالقول: “اللعب في الـNBA 70 بالمئة للموهبة… 30 بالمئة للعلاقات”!.
وفي رد على سؤال حول من يراه خليفته في ملاعب كرة السلة القطرية، يقول ياسين: “سأسعى جديا لكي أقدم لكرة السلة لاعبا كبيرا في المستقبل… ولا أخفي سرا أن ابني حمد (11 عاما) يثبت يوما بعد يوم أن لديه من القدرات والموهبة ما يجعله واحدا من أفضل اللاعبين”.
ويضيف “هناك أيضا ابني الثاني عبد الله (9 سنوات) الذي يواظب على التدريبات وأتوقع أن يسير على خطى شقيقه على آمل أن يصبح حمد وعبد الله نجوما في المستقبل القريب”.
ويلفت ياسين إلى انه يعمد من الآن إلى توجيههما بالطريقة الصحيحة من خلال الالتزام وحضور المعسكرات الخارجية وضرورة الاستفادة منها موضحا انه افتقد في “شبابه” إلى من يوجهه إلى الطريق الصحيح وهذا ما يحاول أن يعوضه مع حمد وعبد الله.
وعن سر تألقه على رغم تقدمه في السن (37 عاما)، يقول ياسين: “كرة السلة هي كل حياتي واستحوذت على الأهمية منذ البداية. منذ دخولي إلى عالم الرياضة اخترت أن أكون قائدا وهذا يتطلب بلا شك مواصفات مهمة يأتي في مقدمتها الالتزام والانضباط ليس في الملعب فحسب بل خارجه أيضا… خصوصا لجهة النوم والأكل وعدم السهر، وهذا ما سمح لي بالمحافظة على لياقتي رغم تقدمي بالسن”.
التحية للعائلة
وبقدر ما كانت كرة السلة مؤثرة في مسيرته… بقدر ما كان للعائلة دورا مهما في نجاحه، ويدين ياسين بالفضل إلى عائلته على تحملها وصبرها طوال السنوات الماضية التي اضطرته كـلاعب أن يتغيب كثيرا عن المنزل والعائلة مشيرا إلى أن الأولوية في الفترة المقبلة ستكون بالدرجة الأولى لعائلته في محاولة لـ”رد الجميل” على كل الدعم الذي أحيط به.