اعتبرت أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية، تصريح الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بأنه عازم على تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، “مفاجأة من العيار الثقيل”.
وأفسدت احتفالات اليمين الإسرائيلي، التي رأت في فوزه بالرئاسة الأمريكية “نهاية فكرة الدولة الفلسطينية”، معتمدةً على تصريحاته في المعركة الانتخابية بأنه لن يضغط على إسرائيل لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين.
واختارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عنواناً لافتاً لهذه التصريحات: “ترامب يغيّر الاتجاه”، واعتبرت تصريحاته إلى صحيفة “وول ستريت جورنال” بداية “نزول ترامب عن شجرة وعوده الصارمة والحادة والخيالية أحياناً في حملته الانتخابية”.
وأضافت أن حديث الرئيس المنتخب عن عزمه حل الصراع لم يكن التغيير الوحيد في مواقف “ترامب الجديد” إنما أيضاً وعده في حملته الانتخابية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ونقلت “يديعوت” عن مستشار الرئيس وليد فارس قوله في هذه الشأن “رؤساء كثيرون أطلقوا مثل هذا الوعد…أيضاً ترامب وعد بذلك، لكن عليه أن يوفر إجماعاً لتحقيق ذلك”، وهو تصريح اعتبرته الصحيفة تمهيداً لتراجع ترامب عن وعده.
وطالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزراءه ونواب الكنيست بالانتظار حتى تتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة مهماتها “لنبلور معاً السياسة عبر القنوات المتبعة والهادئة، وليس من خلال مقابلات إعلامية”.
ووفقا لموقع “شاشة نيوز”، تهكم المعلق السياسي المخضرم ايتان هابر في “يديعوت أحرونوت” على أقطاب اليمين وقادة المستوطنين على احتفالهم بفوز ترامب لتوقعهم أنه سينفذ وعوده الكثيرة خلال حملته الانتخابية لإسرائيل، متناسين حقيقة أن السياسيين ينأون بأنفسهم عن وعود أطلقوها قبل وصولهم إلى سدة الحكم، وهو ما حصل في إسرائيل مع انتخاب مناحيم بيغين (رئيساً للحكومة عام 1977) الذي وعد الناخبين بعدم الانسحاب حتى من شبر واحد في سيناء ثم انسحب حتى الشبر الأخير، ثم آريئل شارون، بلدوزر الاستيطان، الذي هدم المستوطنات في سيناء (كوزير للدفاع في حكومة بيغين) ثم في قطاع غزة (عام 2005 كرئيس للحكومة).
وأضاف أن السياسيين طالما برروا التغيير في مواقفهم بالمقولة الشهيرة “أن ما نراه من هنا (من موقع المسؤول الأول) لم نرهُ من هناك”، و”في حالتنا ما يرونه من هنا (داخل البيت الأبيض) لا يرونه من هناك (منصة انتخابية في نيو هامبشير)”.
واختتم: “هذا سيكون الحال مع ترامب…لن يقول إنه لم يعرف….لكنه سيقول إن الوضع تغير والمعطيات تغيرت والظروف تغيرت”. ودعا بن كسبيت “معاريف” أقطاب اليمين إلى أن يصحوا من نشوتهم. وكتب، أنه ليس مصادفة أن نتنياهو لم يشارك المحتفلين في انتشائهم لإدراكه أن الرئيس المنتخب غير متوقع. وأضاف أن الرئيس الجديد لا يحمل أي أيديولوجية، وهو لا يدعم إسرائيل لأسباب دينية، إذ إنه لم يترعرع على دعم إسرائيل، وعلاقته الحقيقية باليهود باردة في أحسن الأحوال، وتلامس اللا سامية في حالات أخرى…وأنصح كل المحتفلين متابعة انتعاش العداء للسامية الذي جاء به انتخاب ترامب.