ميقاتي في تكريم الرافعي : سنتعاون جميعا للنهوض بطرابلس

أكد الرئيس نجيب ميقاتي “التعاون مع الجميع للنهوض بطرابلس، بعيدا من الحسابات السياسية أو الانتخابية، لكي تستعيد دورها الرائد كلؤلؤة على شاطئ البحر المتوسط، عربية الهوى والهوية، لبنانية الانتماء، تساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية الجامعة وتمثل التعدد والعيش الواحد بين كل مكونات لبنان”، وقال: “بتكريم النائب السابق عبدالمجيد الرافعي، إبن طرابلس، نحن نكرم اهلنا ومدينتنا وتاريخنا وحاضرنا”.

موقف ميقاتي جاء خلال رعايته احتفالا أقامته “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” تكريما للرافعي في مجمع العزم التربوي في طرابلس. حضر الاحتفال فادي الشامي ممثلا وزير العدل أشرف ريفي، النائبان سمير الجسر ومحمد كبارة، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، النائب السابق جهاد الصمد، أمين الفتوى في طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلا مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، الأب جبرائيل ياكومي ممثلا متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس افرام كرياكوس، الأب نصر نسطة ممثلا مطران طرابلس للموارنة جورج بو جودة، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء أحمد قمرالدين، رئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين، مستشار الرئيس ميقاتي خلدون الشريف، وعدد من الفاعليات السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية.

بداية استذكر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس في كلمة محطات سياسية من مسيرة الرافعي وقال: “لسنا هنا لنرثي نضالنا ونبكي، فمثلك لا ينبغي له تقبل العزاء. وليس من مقاصد دولة الرئيس أن نخرج من هذا المسرح وقد أسدلنا ستارة على فصول مشرقة من نضال الأمة، ومشاهد متألقة من حيوية طرابلس، بل إنني على ثقة من أن الدعوة كانت من أجل فتح تلك الستارة أمام المجايلين واللاحقين لكي تستل المدينة شهاداتها من عمق الوجدان. ونقول لعبد المجيد: كنت في كل بيت وفي كل قلب، وتبقى مسيرتك الصامدة بوجه النكسات والنكبات عبرة لمن يريد أن يعتبر، وأسوة حسنة، وعينة من معادن الرجال”.

رزق

وكانت كلمة للوزير السابق ادمون رزق قال فيها: “في كل أدواره، ظل الدكتور عبدالمجيد الرافعي رجل الرأي السديد والموقف النبيل. مارس العمل السياسي على أنه وسيلة لتحقيق الأهداف السامية وضمان المصلحة العامة وأداء الخدمة المباشرة للأقربين الذين ولوه شؤونهم. ولا مرة، برغم انتمائه الحزبي، ومسؤوليته القومية، تحزب أو تعصب، فابن الفيحاء العريق، لبناني متجذر وعربي أصيل. مزايا مضافة الى أصالة، تبدأ بالنفس، ذاتية، ثم تبلغ أبعادا قصية. كل المبادىء والعقائد والعرى تتهافت، اذا ناصبت العداء الناس الذين لم ينضووا الى حزبك، أو لم يؤمنوا بكتابك. الانسان أخو الانسان واللبناني صنو اللبناني، لا ميزة، لا تفرقة، لا تخصيص، لا تراتبيات وتصنيفات: الجميع سواء”.

وختم: “هذه هي أسس المواطنة وجوهر الوحدة الوطنية، في وثيقة الوفاق، والدستور، اللذين شارك فيهما الدكتور عبدالمجيد، لاخراج لبنان من دوامة التعاسة وحمأة الفساد. لأننا في طرابلس الفيحاء، العاصمة اللبنانية التوأم، منجبة عبدالمجيد الرافعي وإخوانه، أعلام الفيحاء، في كل مضمار، وشهدائها الأبرار، حاضريها وغائبيها، من مختلف عائلاتها الكريمة، كلهم في الوجدان، ملء الإذكار، وعلى جبين تاريخنا، أكاليل غار”.

ميقاتي

بدوره قال ميقاتي في كلمته: “لطرابلس التي نعرفها أعمدة عديدة من الرجالات تتشكل من إرادة الناس، وأحد أبرز الأعمدة في هيكل طرابلس هو الدكتور عبدالمجيد الرافعي. الصديق، الأخ والحبيب الدكتور عبدالمجيد الرافعي، الذي نجتمع اليوم لتكريمه تميز بالصفات الوطنية والانسانية والعطاء المستمر، وأحبه الطرابلسيون لقربه منهم وتفانيه في خدمتهم”.

أضاف: “فرض الدكتور رافعي حضوره المحبب على كل المستويات بدءا بعائلته الصغيرة التي جمعت عائلتي الرافعي وميقاتي وصولا الى عائلته الكبرى طرابلس، ولكن، أقول بمنتهى الصدق: تقدم حب الحكيم لدى اهل طرابلس على الإلتزام السياسي، فصوتوا له قبل أن يصوتوا لحزبه او للخط السياسي الذي ينتمي اليه، ناصروه ثم صوتوا له، ففاز ولم يفز، ثم فاز وكرس نجاحه ، وحصد أعلى نسبة أصوات المدينة في الانتخابات النيابية عام 1972”.

وتابع: “خلال الاحداث المؤلمة واضطراره الى مغادرة لبنان، لم يبخل يوما في مساعدة الجميع ولا سيما أهل مدينته، عبر تأمين فرص العمل لهم وتوفير المنح الجامعية للمئات اضافة الى جعل بيته مفتوحا للبنانيين في عاصمة العباسيين. هكذا استفاد اللبنانيون من هجرته القسرية إذ قام بدور مهم على صعيد العلاقات اللبنانية – العراقية وافادة لبنان من سياسة النفط مقابل الغذاء، وسهل عمليات التصدير من الانتاجين اللبناني الصناعي والزراعي بأسعار تفاضلية لتأمين تصريفها بالأسواق العراقية، لمنتجين من كل أنحاء لبنان ومن طرابلس على الأخص. خدم الدكتور الطيب شعبه الطرابلسي بكل أمانة واخلاص وانسانية وراحة ضمير فكانت سيرته العطرة على كل لسان”.

وقال: “يا إبن العم، طرابلس واهلها كانت دائما أمانة في عنقك واليوم نقول إنها امانة في أعناقنا أيضا، وسنتعاون جميعا للنهوض بها بعيدا عن الحسابات السياسية أو الانتخابية لكي تستعيد دورها الرائد كلؤلؤة على شاطئ البحر المتوسط، عربية الهوى والهوية، لبنانية الانتماء تساهم في ترسيخ الوحدة الوطنية الجامعة وتمثل التعدد والعيش الواحد بين كل مكونات لبنان”.

واستعاد مقتطفات من مواقف الرافعي في مجلس النواب منها قوله قبل سنة تقريبا من الحرب اللبنانية: “نحن أمام خيار بين اثنين لا ثالث لهما، فإما التغيير وإما الإنفجار. إما التغيير في قواعد الحكم وفي ممارسة الحكم وفي أهداف الحكم، وإما إنفجار الأوضاع وولوج المجهول من المصير”. كما قوله ايضا: “الميثاق الوطني كما نفهمه لم يكن توزيع ادوار واقتسام مناصب، بمقدار ما كان حرصا، على إفساح المجال للبنان، أن يمارس ديموقراطية ووطنية وعروبة، بعيدا عن أي تسلط وتبعية أو تنكر للانتماء العربي الثابت والعريق”.

الرافعي

ختاما ألقى المحتفى به كلمة قال فيها: “هذه الإحاطة الإنسانية من أناس أحبهم، وفي دار جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، الراعية لجيل جديد، ينشد مستقبلا زاهرا هي وسام تكريم أتقبله شاكرا، وأعود لأقدمه لكل أياد بيضاء عملت وتعمل على بلسمة جراح النازفين من جسم هذه الأمة، التي يمزقها الصراع فيها وعليها. وعهدي بكم أن تبقى طرابلس على عهدها، عهد المدينة الفاضلة، المنشدة دائما إلى وحدة نسيجها المجتمعي والحاملة الهم الوطني، والقابضة على جمر العروبة”.

وختم: “أخيرا لا يسعني في هذه الأمسية الحميمة، التي غمرت فيها بمحبة أخوية صادقة، إلا أن أعبر عن بالغ تقديري وامتناني لكل من تكبد عناء الحضور والتحضير، وأخص “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية” بتقدير خاص متمنيا لها وللقيمين عليها البقاء دائما في حقل الريادة خدمة ومساعدة لأهلنا الطيبين الخيرين، الذين ما بخلوا يوما بعطاءاتهم وهم يستحقون كل خير واهتمام ورعاية”.

جائزة الرافعي

وأعلن المشرف العام على الجمعية الدكتور عبدالإله ميقاتي “جائزة الدكتور عبدالمجيد الرافعي” لأفضل بحث علمي في مجال الطب والصحة العامة لأحد أبناء طرابلس والشمال، يتم وضع آليتها بالتعاون مع نقابة الأطباء، إضافة الى تقديم منحة جامعية لدراسة الهندسة المعمارية في جامعة العزم لأحد أبناء طرابلس والشمال من المتفوقين في دراستهم في مدارس طرابلس باسم “منحة السيدة ليلى بقسماطي” عقيلة الرافعي ورفيقة دربه ومهندسة مسيرته النضالية.

وفي الختام، قدم الرئيس ميقاتي درع تكريم للمحتفى به وأعلن قمرالدين “تسمية شارع في طرابلس باسم الدكتور الرافعي”، وقدم الفنان عمران ياسين له رسما شخصيا.

اخترنا لك