من مقاييس الإرتياح في البلد :
أمنٌ على الأرض واستقرارٌ في العملة وانسجامٌ في مجلس الوزراء.
هذا المثلث يبدو أنه بدأ يسلك المسار الصحيح :
ليس قليلاً أن تكون النيران والبراكين مشتعلة وملتهبة من حولنا، فيما بلدنا ينعم بالأمن والإستقرار إلى مستوى يُحسَد عليه.
وعلى المستوى النقدي يشهد البلد ارتياحاً ظهرت مؤشراته في الأعياد.
أما المؤشرات في مجلس الوزراء فبدت من خلال ما يلي:
الإعداد الجيد لجدول الأعمال.
التفاهم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
لا صخب، لا مشاكسة، بل مناقشة من ضمن جدول الأعمال، توصلاً إلى المقررات التي تهمُّ الناس.
“لا سلق” في إعداد جدول الأعمال، ولا “سلق” في إقرار بنوده.
على سبيل المثال لا الحصر فإنَّ جلسة أمس، وهي الأولى بعد نيل الحكومة الثقة، تضمَّنت جدول أعمالٍ من أربعة وعشرين بنداً فقط، وهي البنود العالقة من “التركة الثقيلة” من حكومة الفراغ.
لم تعد هناك جداول أعمال من مئة ومئتي بند، حيث البنود يتم سلقها فتُتخذ قرارات في شأنها من دون أن يكون بعض الوزراء على إطَّلاع عليها، وكم من البنود جرى تمريرها من دون وجهِ حق.
وكما هناك ترشيقٌ في عدد بنود جدول أعمال مجلس الوزراء، هناك ترشيق في الوقت المخصص لكل جلسة :
الجلسات من الحادية عشرة قبل الظهر إلى الثانية بعد الظهر، على أبعد تقدير، فلا جلسات تسع أو عشر ساعات، ولا جدالات ونقاشات من دون طائل.
لكن المهم في كل ذلك هو توافر مصلحة المواطن، فليس هناك من سياسة على قاعدة “الفن للفن”، وليس هناك من قاعدة “السياسة للسياسة”، هناك تسيير أمور الناس في كل جلسة لمجلس الوزراء.
وحتى من خارج الجلسات هناك أداءٌ بدأ يفرض وتيرته على الحياة السياسية في لبنان، وربما بسبب هذه الأجواء كانت هناك لفتة من تلفزيون المستقبل الذي استهل نشرته الإخبارية المسائية أول من أمس الثلاثاء بالقول:
“شيء في الجمهورية نحو الأفضل”.
بالفعل، هناك شيءٌ في الجمهورية نحو الأفضل :
فما كان عبئاً على المواطِن ومسبِّباً لوجع الرأس للسلطة التنفيذية، بات اليوم على مشرحة طاولة مجلس الوزراء، فلم يعد هناك من بندٍ عصيٍّ على المناقشة، ولم يعد هناك من حديث عن غطاء سياسي أو لفلفة، كما أنَّ الملفات الكبرى باتت محكومة بالمهل، ولا سيّما منها قانون الإنتخابات النيابية.
إنطلاقاً من كل هذه الوقائع، يتمنى اللبنانيون أنْ يكون ما يرونه واقعاً سيستمر، لا أنْ يكون “غيمة شتاء”.
فهناك الكثير من الملفات العالقة، ومعالجة ملف لا يعني أنَّ الملفات الأخرى سُوِّيَت.
الهام سعيد فريحه